" شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم ومثله ومثل أمته "
" شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم ومثله ومثل أمته "
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه، فقال: يا قوم، إني رأيتُ الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان (أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة نزع ثوبه، وأشار إليهم إذا كان بعيدًا منهم ليخبرهم بما دهمهم، وأكثر ما يفعل هذا ربيئة القوم وهو طليعتهم ورقيبهم)، فالنجاء؛ فأطاعة طائفة من قومه، فأدلجوا (معناه ساروا من أول الليل)، فانطلقوا على مهلتهم، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبَّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني، وكذَّب ما جئت به من الحق» [رواه مسلم (2283)].
وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلي كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النَّار يقعن فيها، وجعل يحجزهن (الحجز جمع حجزة، وهي معقد الإزار والسراويل) ويغلبنه فيتقحَّمن فيها، قال: فذلكم مثلي ومثلكم، أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلُمَّ عن النار، هلُمَّ عن النار، فتغلبوني تقحمون فيها» [رواه مسلم: (2284)].
وعن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم " رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي " (إبراهيم: (36)) وقال عيسى عليه السلام: " إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (المائدة: (118)) فرفع يديه وقال: «اللهم، أمتي أمتي» وبكى، فقال الله عز وجل: «يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟» فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال- وهو أعلم- فقال الله: «يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك» [رواه مسلم: (346)].
مختارات