" ثالث عشر : يحب الله الحياء والستر "
" ثالث عشر: يحب الله الحياء والستر "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل حليم حيي ستير؛ يحب الحياء والستر؛ فإذا اغتسل أحدكم فليستتر» [أخرجه النسائي].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان» [أخرجه مسلم].
«وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها».
" الحيــاء "
الحياء في اللغة: من الحياة، واستحيا الرجل: من قوة الحياة فيه؛ لشدة علمه بمواقع العيب.. فالحياء من قوة الحس ولطفه، وقوة الحياة، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء.
والحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه:
أحدها: حياؤه من الله تعالى.
والثاني: حياؤه من الناس.
والثالث: حياؤه من نفسه.
فأما حياؤه من الله تعالى: فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره، وقد قال صلى الله عليه وسلم «استحيوا من الله حق الحياء، قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحيي والحمد لله ! قال: ليس ذاك؛ ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا؛ فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» [أخرجه الترمذي].
وهذا الحياء يكون من قوة الدين وصحة اليقين.
أما حياؤه من الناس: فيكون بكف الأذى، وترك المجاهرة بالقبيح.
وهذا النوع من الحياء قد يكون من كمال المروءة، والحذر من الملامة والذم.
أما حياؤه من نفسه فيكون بالعفة وصيانة الخلوات؛ قال صلى الله عليه وسلم: «الحياء لا يأتي إلا بخير»، وقال – أيضًا – عليه الصلاة والسلام: «الحياء خير كله» أو قال: «الحياء كله خير»؛ أي: أنه سبب لجلب الخير إليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: «ما كان الحياء في شيء إلا زانه».
فقوله: «في شيء» فيه مبالغة؛ أي: لو قدر أن يكون الحياء في جمادٍ لزانه، فكيف بالإنسان؟!
" الستر "
قال الله تعالى: " يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ " [الأعراف: 26].
أمر الله – عز وجل – بني آدم بتغطية العورات، وستر الأجسام؛ لأنه يحب الستر، ويبغض التعري، وكذلك أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالستر والاعتناء بحفظ العورة، ونهى عن التعري؛ فقال: «إياكم والتعري».
مختارات