" ثاني عشر : يحب الله الرفق "
" ثاني عشر: يحب الله الرفق "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله» [أخرجه البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه» [أخرجه مسلم].
والرفق سبب كل خير؛ قال صلى الله عليه وسلم: «من يحرم الرفق يحرم الخير».
وقوله: «إن الله رفيق» أي: لطيف بعباده، يريد بهم اليسر، ولا يريد بهم العسر؛ فلا يكلفهم فوق طاقتهم «يعطى على الرفق» أي: يثيب عليه ما لا يثيب على غيره؛ فيعطى عليه في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد، وفي الآخرة من الثواب الجزيل: «ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه».
والرفق واللين: نتيجة حسن الخلق وثمرته.
وقيل: الحكمة أن تضع الأمور في مواضعها؛ الشدة في موضعها، واللين في موضعه، والسيف في موضعه، والسوط في موضعة؛ فالمحمود وسط بين العنف واللين؛ كما في سائر الأخلاق؛ ولكن لما كانت الطباع إلى العنف والحدة أميل، كانت الحاجة إلى ترغيبهم في جانب الرفق أكثر؛ فلذلك كثر ثناء الشرع على جانب الرفق دون العنف.
والكامل: من ميز مواقع الرفق عن مواقع العنف؛ فيعطي كل أمر حقه؛ فإن كان قاصر البصيرة أو أشكل عليه حكم واقعةٍ من الوقائع، فليكن ميله إلى الرفق؛ فإن النجاح معه في الغالب؛ فقد قال المصطفي صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».
مختارات