" سادسًا : أحب العمل إلى الله بر الوالدين "
" سادسًا: أحب العمل إلى الله بر الوالدين "
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: «سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلتُ: ثم أي؟ قال: «ثم بر الوالدين» [رواه البخاري].
أخبر صلى الله عليه وسلم أن بر الوالدين أحب الأعمال إلى الله بعد الصلاة التي هي أعظمُ دعائم الإسلام، ورتب ذلك بـ «ثم» التي تعطي الترتيب والمهلة.
وقال تعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " [الإسراء: 23 – 24].
وقال تعالى: " أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ " [لقمان: 14]، والمعنى: قلنا له: " أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ " قيل: الشكر لله على نعمة الإيمان، وللوالدين على نعمة التربية.
قال العلماء: فأحق الناس – بعد الخالق المنان – بالشكر والإحسان والتزام البر والطاعة له والإذعان: من قرن الله الإحسان إليه بعبادته، وطاعته، وشكره، وهما الوالدان.
ومن البر بالوالدين: أن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة، وهو السالم عن كل عيب.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه !! قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة» [رواه مسلم].
فالسعيد: الذي يبادر اغتنام فرصة برهما؛ لئلا تفوته بموتهما؛ فيندم على ذلك، والشقي: من عقهما؛ لا سيما من بلغه الأمر ببرهما.
ومن البر بهما: أن لا ينهرهما؛ بل يخاطبهما بالقول اللين اللطيف؛ مثل: يا أبتاه، ويا أماه؛ من غير أن يسميهما ويكنيهما، وأن يشفق بهما ويتذلل لهما تذلل العبيد، للسادة، وأن يترحم عليهما، ويدعو لهما، وأن يرحمهما كما رحماه، ويرفق بهما كما رفقا به.
ولكن طاعة الوالدين لا تراعى في ركوب كبيرة، ولا في ترك فريضة على الأعيان.
مختارات