" خامسًا : يحب الله الوتر "
" خامسًا: يحب الله الوتر "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإن الله وترٌ يحبُّ الوتر» [رواه مسلم].
الوتر: الفردُ، ومعناه في وصف الله تعالى: الواحدُ الذي لا شريكَ له ولا نظير، واحدٌ في ذاته؛ فليس لها مثيل ولا نظير، وواحدٌ في صفاته؛ فلا شبيه ولا مثيل، وواحدٌ في أفعاله؛ فلا شريكَ له ولا معين.
وقيل: إنَّ معنى «يحب الوتر»: تفضيلُ الوتر في الأعمال وكثيرٍ من الطاعات؛ فجعَلَ الصلاةَ خمسًا، والطهارةَ ثلاثًا، والطوافَ سبعًا، والسعيَ سبعًا، ورَمْيَ الجمار سبعًا، وأيامَ التشريق ثلاثًا، والاستنجاءَ ثلاثًا، وكذلك الأكفان، وجعَلَ كثيرًا من عظيمِ مخلوقاته وترًا؛ منها السماواتُ والأَرضون والبحار وأيَّام الأسبوع وغيرُ ذلك.
وقيل: إن معناه منصرف إلى صفة من يعبد الله بالواحدنية والتفرد مخلصًا.
وقيل: أي: يثيبُ عليه ويقبله عن عامله.
قال القاضي: كل ما يناسب الشيء أدنى مناسبةٍ كان أحب إليه مما لم يكن له تلك المناسبة.
وهناك من حمله على صلاة الوتر؛ مستندًا إلى حديث: «إن الله وتر يحب الوتر؛ فأوتروا يا أهل القرآن» [أخرجه الترمذي] ولكن لا يلزم أن يحمل الحديث على هذا فقط؛ بل العموم فيه أظهر.
مختارات