" خامسًا : الله يستجيب "
" خامسًا: الله يستجيب "
إن من أعظم ما ترى به قدرة الله تعالى وعظيم كرمه، وأن الله غالب على أمره، وأن الأحداث والوقائع تحدث وتتغير بأمره سبحانه - هو الدعاء.
ولا أقف لك على دعاء الأنبياء، وما تسمعه من معجزات، بل دعاء كل إنسان مهما كان..
هذا الرجل: كات ستيفنز (مطرب إنجليزي مشهور أكرمه الله بنعمة الإسلام) (والذي سمي يوسف إسلام بعد إسلامه) يذكر يومًا قبل إسلامه يقول:«... ويومًا كنت أسبح في البحر، وفجأة وجدتني متعبًا جدًا وأنا بعيد عن الشاطئ فأخذت أسبح راجعًا، ولكن بلا جدوى، أهبط وأصعد وأشرفت على الغرق؛ وفي هذه اللحظة وجدتني أخاطب ربي: إن تنجني أكن في خدمة دينك الحق،فما قلت ذلك في نفسي إلا وجاءت موجة عنيفة تسحبني وتلقي بي على الشاطئ...».
والآن هو في خدمة دين الله الحق...بعد أن كان داعيًا إلى الضلال أصبح داعيًا إلى الله.
وكل إنسان يمكنه بسهولة أن يذكر؛ كم مرة وقع في ضائقة ثم يتجه بصدق للخالق سبحانه، فيجيبه في لحظة يتخلى فيها عن تعظيم المخلوقات ويلجأ مخلصًا لله رب المخلوقات.
وهكذا يقول الله سبحانه: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾ [سورة النمل: 62].
فما بالك بدعاء الصالحين.. بل فما بالك بدعاء المصلحين، والذين لهم أحوال عجيبة مع الدعاء في حياتهم، تتجلى لهم فيها قدرة رب العالمين..
ووالله إنني أعيش بالدعاء، وحاشا لله أن أزكي نفسي وإنما هذا من فضل ربي، وأي أحد من الناس أعرفه إلا وله أحوال عجيبة مع الدعاء..
والآن فإنني أسأل سؤالًا: هل هناك شيء ضروري للمسلم ليدوم له حفظ الله واستجابة الدعاء؟
النبي صلى الله عليه وسلم يجيب في الحديث: «لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» [رواه الترميذي وقال حديث حسن].
فعمل المعروف والتواصي به، وترك المنكر والنهي عنه، من أهم أسباب رضا الله وحفظه لنا واستجابته لدعائنا.
وقد قال الله تعالى:﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.
وهذه الهدية لمن أراد أن ينعم بنعمة الأذكار ومعجزاتها.
كيف يحفظني الله؟
1-من كل شيء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء».
2- إذا خرجت من بيتك: «من قال – حين يخرج من بيته – بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله نودي بأن هديت وكفيت، وتنحى عنه الشيطان».
3-إذا دخلت بيتك: كما بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان (لإخوانه): لا مبيت لكم ولا عشاء».
4-إذا أويت إلى فراشك فقرأت آية الكرسي بتمامها: «لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حنى تصبح» من صحيح الكلم الطيب.
وهنيئًا لك بذكر الله وحفظه سبحانه.
مختارات