" سادسًا : ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ "
" سادسًا: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ "
لقد تبين لكم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه معصوم بالله تعالى من كل محاولات القتل، حتى إن الرجل ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليقتله، فيرجع إلى قومه مسلمًا داعيًا إلى الله.
يقول القرطبي في تفسير قول الله تعالى:﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ هذا دليل على نبوته صلى الله عليه وسلم لأن الله عز وجل أخبر أنه صلى الله عليه وسلم معصوم، ومن ضمن سبحانه له العصمة فلا يجوز أن يكون قد ترك شيئًا مما أمره الله به.ا.هـ
*وما كان رد النبي صلى الله عليه وسلم على محاولة عمير بن وهب إلا بقوله صلى الله عليه وسلم: «والله حائل بينك وبين ذلك» ولما أوحى الله للنبي صلى الله عليه وسلم بما كان ينوي عليه عمير بن وهب وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما ينوي عليه تفصيلًا أسلم رضي الله عنه، ورجع إلى قومه مسلمًا داعيًا إلى الله تعالى.
*وما كان رد النبي صلى الله عليه وسلم على محاولة غوث بن الحارث الذي سل السيف في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيقظه قائلًا: من يمنعك مني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الله» فسقط السيف من يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أخذ السيف: «من يمنعك مني؟» حتى ينطق بمثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خلى سبيله.
*ولما انطلق سراقة بن مالك في إثر النبي صلى الله عليه وسلم ليقتله، غاص فرسه في الرمال، وهو ينادي: يا محمد ادع الله لي، ولك أن أرد عنك الطلب (أي طلب قريش للنبي صلى الله عليه وسلم في هجرته) فلما دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم عاد ليطلبه صلى الله عليه وسلم مرة أخرى... حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ارجع يا سراقة ولك سوارا كسرى»!!
وبعد سنين وسنين، خلالها أكرم الله سراقة رضي الله عنه بالإسلام، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ووفاة أبي بكر رضي الله عنه، فتح الله بالمسلمين بلاد فارس وأمكن للمسلمين كنوزها، ونادى عمر رضي الله عنه: أين سراقة بن مالك؟.. أين سراقة بن مالك؟ وأعطاه ما وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم.. (والله أكبر) ارتجت بها أطراف المدينة من تكبير الناس (من كتاب (والله يعصمك من الناس)).
وروى مسلم في صحيحه عندما أقسم أبو جهل باللات والعزى لئن رأي النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في الكعبة ليطأن على رقبته الشريفة، فما رأوه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيده، فقيل له مالك ؟ قال: إن بيني وبينه خندقًا من نار وهولًا وأجنحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا».
وبعد... فبعين اليقين نرى أن وعد الله حق.. وأن ما توعدون لآت..
فأقول.. وأقول لكل إنسان: هل لك من خير ونعيم أبدي بين يدي الله؟ نشهد ألا إله إلا الله، وان الأمر إليه وحده دون سواه.
«فإن الله حرم على النار كل من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله» [رواه مسلم].
فلا نؤله أو نتجه إلا لله تعالى، وكل معنى من معاني العبادة، مما علمنا ربنا سبحانه أنه عبادة – من دعاء أو نذر أو ذبح، أو احتكام في تحليل أو تحريم... إلخ، فلا نصرفه إلا لله ربنا خالقنا وخالق كل شيء.
مختارات