" ثانيًا : الأحداث والوقائع تحدث بأمر الله "
" ثانيًا: الأحداث والوقائع تحدث بأمر الله "
قال الله تعالى: ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الروم:1-7].
هذه الأحداث بالمواعيد التي أخبر بها القرآن، لنعلم أن الأمر من قبل ومن بعد، فقط لله وحده لا شريك له.. فماذا كانت ردود الأفعال؟
*الكفار- كفار قريش – كذبوا، بل وراهنوا على تكذيبهم.. وهكذا يقول الله تعالى فيهم: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ﴾.
*وقرار الحرب ليس بيد النبي صلى الله عليه وسلم ولا قرار نتيجة الحرب.
*والمؤمنون، يؤمنون بما أنزل الله، ويعلمون أن الأمر كله لله، يفعل ما يشاء، ولا بد أن يقع ما أخبر به الله.
*ثم تأتي الأحداث، وتغلب الروم في بضع سنين كما أمر الله سبحانه.
وفي خلال سبع سنين كان المسلمون قد هاجروا إلى المدينة المنورة بأمر من الله تعالى ثم جاء الخبر للمسلمين وإلى المشركين؛ أن الروم غلبت الفرس وفتحت المدائن في يوم كذا !!فأي يوم هذا؟؟ إنه نفس اليوم الذي انتصر فيه المسلمون في بدر ([تفسير القرطبي.. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).
فرأى الناس بأعينهم قول الله تعالى:﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾.
ففي نفس اليوم فرح المؤمنون بنصر الله لهم في بدر، والحمد لله أسلم حينها ناس كثير (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).
* فأي ترتيب، وأي تدبير بدقة عجيبة..إنه تقدير القوي المتين، إنه تقرير رب العالمين..﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
ويا ليت قومي يسمعون﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7].
﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ﴾؟[آل عمران: 161]
وهكذا يكون الجزاء من جنس العمل (تفسير ابن كثير) فمن كان يؤمن بالله الغالب على أمره، فإنه ينصر أوامر الله ويقوم بها، ولا يغتر بالظروف والأحداث مهما كانت، فينصره الله في الدنيا والآخرة.
مختارات