" من كلام العلماء في المعاصي "
" من كلام العلماء في المعاصي "
أخي المسلم: هذه نماذج واختيارات من كلام العلماء الربانيين يكشفون لك طريق المعاصي. ويصفون لك أضرارها الخطيرة.. وأهل العلم العاملين هم الأطباء لعلل القلوب وآفاتها، وكلامهم في ذلك كلام عالم بما يتكلم فيه.
فتدبر كلامهم تدبر طالب للهداية.. وستجد فيه وصفًا دقيقًا لداء المعاصي..
من كلام أبي الدرداء رضي الله عنه:
(اعبدوا الله عز وجل كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم من الموتى، واعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى!).
وفي هذا دعوة إلى عمل الصالحات، وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى، وعدم الاغترار بالدنيا وزهرتها الفانية، وأن الكل سيلقى جزاء عمله إن شرًا أو خيرًا.
من كلام ابن عباس رضي الله عنهما:
سئل ابن عباس: عن رجل كثير الذنوب كثير العمل، أعجب إليك أم رجل قليل الذنوب.
قليل العمل؟ قال: «ما أعدل بالسلامة شيئًا» يعني قليل الذنوب أعجب إلي، وهذا من فقهه رضي الله عنه ؛ وهو يشير لك إلى ضرر المعاصي العظيم، وإن كان صاحبها ممن يكثرون أيضًا من العمل الصالح، ولا شك أن من سلم من ذلك كان أحسن حالا.
من كلام عمر بن عبد العزيز رحمه الله: رأى عمر بن العزيز غرابًا طار من سرادق سليمان بن عبد الملك، وفي منقاره كسرة، فقال عمر لسليمان: هذا غراب طار منسرادقاتك في منقاره كسرة أنت بها مأخوذ وعنها مسئول، من أين دخلت؟ ومن أين خرجت؟ فقال سليمان: إنك لتخبرنا بالعجائب ! قال: أفلا أخبرك بأعجب من هذا؟ قال: بلى، قال: من عرف الله كيف عصاه؟ ومن عرف الشيطان كيف أطاعه؟ ومن أيقن بالموت كيف يهنيه العيش؟! قال: لقد غثثت علينا ما نحن فيه، ثم ضرب فرسه وسار.
ومن كلام أبي سليمان الداراني رحمه الله:
«من صفى صُفي له، ومن كدر كُدر عليه، ومن أحسن في ليله كُوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كُوفئ في ليله».
وهو تنبيه للغافلين إلى أن الجزاء من جنس العمل، فعلى المسلم أن يطهر أعماله من شوائب المعاصي حتى ينال ثواب أعماله صافية من العقاب.
من كلام محمد بن محيريز رحمه الله:
قال رحمه الله: «إن استطعت أن لا تسيء إلى من تحبه فافعل» قيل له: وهل يسيء أحد إلى من يحبه؟ قال: «نفسك أحب الأنفس وأعزها إليك، فإذا عصيت فقد أسأت إليها!».
وهذا من الفقه الدقيق الذي لا يفطن إليه إلا أمثال هؤلاء العلماء الربانيين.. أطباء القلوب.. والعالمون بأمراضها.
من كلام أبي القاسم الحكيم رحمه الله:
سئل رحمه الله: «هل من ذنب ينزع الإيمان من العبد؟ " » قال: نعم ثلاثة من الذنوب تنزع الإيمان من العبد، أولها: أن لا يشكر الله على ما أكرمه به من الإيمان، والثاني: أن لا يخاف موت الإيمان عنه، والثالث: أن يظلم أهل الإسلام.
مختارات من كلام الحكماء:
قال عبد الواحد بن زيد رحمه الله: قال لي عابد من أهل الشام: «أما والله يا أبا عبيدة ليعلمن الصابرون غدًا أن موئل الصبر موئل كريم، هنئ غير مردي، وليعلمن أهل الاستخفاف بمعاصي الله، أن ذلك كائن عليهم وبالاً ولبئس سبيل الخائف الغرة، وترك الحذر، والاحتراس مما يخاف» وبكى.
وقال بعضهم: «أبخل الناس من بخل على نفسه بما فيه سعادة، وأظلم الناس من ظلم نفسه بمعصية الله تعالى! لأن من عمل المعصية فقد أهلك نفسه».
وقال بعض الحكماء: «هب أن المسيء قد غُفر له، أليس قد فاته ثواب المحسنين؟!».
من كلام يزيد الرقاشي: رحمه الله:
قال رحمه الله في قوله تعالى: " وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ".
" تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ " قال: الحق: كتاب الله.
" تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " قال: الصبر: طاعة الله.
مختارات