الروح سر التآلف..
الروح نافذة السكينة والقبضة التي بقيت لنا من آثار الملأ الأعلى، ولم تزل ترفعنا عن التراب، وتسمو بنا إلى المعالي، وتنسج ما بين اثنين نسيجا لا يتخرق، وتجمعهما في ميثاق لا ينفصم!
والروح منبع الصفاء والنور، فمن تبع آثارها والتمس أسباب غذائها نمت، وبسطت أنوارها على جسده وحركة حياته!
فصار كل ما يكون منه على قانونها، مراعاةً لمحابها، وثمرةً لتجلياتها!
وهي التي يكون من ورائها ثمار السكينة وعافية الأخلاق وجمال الدنيا والآخرة!
والروح سر التآلف كما في الحديث النبوي الشريف، ذلك السر الذي يخترق سور الأعمار والألوان والبلدان!
وهي مرآة الصدق الذي لا زيف فيه، فمن كان موصولا بأرواحنا سكنا إليه ولو تباعدت الأسباب واختلفت!
ومن لم.
تباعدنا عنه وجفوناه ولو تآزرت الأسباب واجتمعت!
إنما هو سلطان الروح الآمر الناهي!
فسبحان من خلق الأرواح واصطفى القلوب وخبأ غيوبها عن الناس!
!
مختارات