" طلاقة الوجه "
" طلاقة الوجه "
وطلاقة الوجه تعني البشاشة عند اللقاء، والإقبال بالوجه، والبسمة الحانية، والكلمة اللطيفة، والترحيب الصادق، وقد كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبسم في وجوه أصحابه عند لقائهم، قال جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -: ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وتبسم في وجهي [متفق عليه].
وماذا ستخسر أخي الحبيب إذا قابلت جارك بوجه طليق؟ أَلا تعلم أن هذا هو أهون البر كما قيل:
بُنيَّ إن البر شيء هين وجه طليق ولسان لين
ومع هوان ذلك فإنك تؤجر عليه خيرًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تبسُّمك في وجه أخيك صدقة» [رواه الترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» [رواه مسلم].
قال ابن حبان: الواجب على المسلم إذا لقي أخاه المسلم أن يسلم عليه متبسمًا إليه، فإن من فعل ذلك تحاتَّ عنهما خطاياهما كما يتحاتُّ ورق الشجر في الشتاء إذا يبس، وقد استحق المحبة من الناس من أعطاهم بِشْرَ وجهه.
قال: البشاشة إدام العلماء، وسجيَّة الحكماء؛ لأن البشر يطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي، ومن بش للناس وجهًا لم يكن عندهم بدون الباذل لهم ما يملك.
عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أُخبرت أنه مكتوب في الحكمة: يا بُني ! ليكن وجهك بسطا، ولتكن كلمتك طيبة، تكن أحب إلى الناس من أن تعطيهم العطاء !
مختارات