" المنـان "
" المنـان "
كثير العطاء عظيم المواهب مَنَّانٌ على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه إياهم، المنّ: العطاء دون طلب عوض.
ثبوت الاسم جاء في حديث رُوي فيه أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا صلَّى ثم دعا بأسماء الله تعالى: « اللهُمَّ إنَّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَاَ إله إِلاَّ أَنْتِ المنَّانُ بَديعُ السَّماوات وَالأَرْض يَا ذَا الجلال وَالإكْرَام يَا حَيُّ يَا قّيُّومُ». فلم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم؛ بل قال: «لَقَدْ دَعَا اللهَ بِاسْمِه الْعَظيم الذي إذا دُعي به أجَابَ وإذَا سُئل به أعطى» (ابو داود والترمذى).
أثر الإيمان بالاسم:
أوضح الله بعض منَّاته على رسله؛ " وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ " [الصافات: 114، 115].
- وقال تعالى عن يوسف معترفًا بمنَّة الله عليه: " أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " [يوسف: 90].
- مَنَّ اللهُ على عباده بنعم كثيرة، من أعظمها الدِّين الإسلاميّ الذي بعث به خاتم الأنبياء: " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " [آل عمران: 164].
- حين لا يدرك البعض أنَّ الإسلامَ منَّةٌ من الله يقع في خطأ قال عنه تعالى: " يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " [الحجرات: 17].
- الهدايةُ منَّةٌ عظيمة؛ إذا أدرك المؤمنُ معانيها أدرك أنَّ المنَّةَ لله وحده في كُلِّ ما أعطاه الله وأنعم عليه؛ حتى في دخوله الجنة: " فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ " [الطور: 27].
- ومن كانت حاله كذلك في حاجة دائمة لمنة الله عليه، حُرِّم عليه منازعةُ الله صفةَ المنَّان في عطائه أو صدقته؛ فإن فعل فهذا الأمر يبطل مفعولَ صدقته ويبطل فرصته يوم القيامة في نيل رحمة الله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ لا يكلمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القيامة: المنانُ الذي لا يُعطي شيئًا إلا منَّهُ، والمنفقُ سلعتهُ بالحلف الفاجر، والمسْبلُ إزارهُ» (مسلم).
ومَنْ ضاعت عليه فرصةُ رحمة الله حُرِّم عليه دخول الجنة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا يَدْخُل الجنةَ مَنَّانٌ ولاَ عَاقٌّ ولا مُدْمنُ خَمْر»(النسائى).
- قال بعضُهم: إذا أعطيتَ رجلاً شيئًا - أي أسديت له معروفًا - ورأيتَ أنَّ سلامك يثقل عليه، فكفَّ سلامَكَ عنه، وقيل: إذا اصطنعتم صنيعةً فانسوها، وإذا أُسديت إليكم صنيعة فلا تنسوها.
- قال ابنُ القَيِّم: المَنُّ نوعان:
1- بالقلب؛ وهذا إن لم يُبطل الصَّدقةَ فهو من نقص الاعتراف بمنَّة الله عليه؛ أن يَسَّرَ له المالَ لينفقَه.
2- مَنٌّ باللِّسان؛ وفيه اعتداء على مَنْ أحسن إليه.
- اختصَّ الله تعالى المنَّ لنفسه؛ لأنه من العباد تكدير وتعيير، ومن الله تعالى إفضالٌ وتذكير.
مختارات