" جزاء الصدق والأمانة "
" جزاء الصدق والأمانة "
المسلم مأمور بأداء الأمانة والتَّحَلِّي بالأخلاق الحسنة والصفات الحميدة؛ فمَنْ عمل بهذه الصِّفات جوزي بالجزاء الأوفى في الدنيا والآخرة؛ فمن ترك الخيانة والغدر لله سبحانه بصدق وإخلاص، عَوَّضَه الله على ذلك خيرًا كثيرًا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشترى رجل من رجل عقارًا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني؛ إنَّما اشتريتُ منكَ الأرض، ولم أبتع منك الذهب وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا (رواه البخاري في أخبار بني إسرائيل ومسلم).
وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أنَّ رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال: ائتني بشهداء أشهدهم قال: كفى بالله شهيدًا قال: ائتني بكفيل قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقت. فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركبًا يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبًا، فأخذ خشبة فنقرها وأدخل فيها ألف دينار وصحيفة معها إلى صاحبها، ثم زجَّجَ (أي دققه وطوله) موضعها، ثم أتى بها البحر ثم قال: اللهم إنَّك قد علمتَ أنِّي استسلفت فلانًا ألف دينار، فسألني كفيلا فقلت: كفى بالله كفيلاً فرضي بذلك، وسألني شهيدًا فقلت: كفى بالله شهيدًا فرضي بذلك، وإني قد جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه بالذي أعطاني فلم أجد مركباً، وأني استودعتُكَها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يطلب مركباً إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبًا يجيئه بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطباً، فلما كسرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الرجل الذي كان تسلَّف منه، فأتاه بألف دينار، وقال: والله ما زلتُ جاهدًا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدتُ مركبًا قبل الذي أتيت فيه قال: هل كنت بعثت إليَّ بشيء؟ قال: ألم أخبرك أنِّي لم أجد مركبًا قبل هذا الذي جئت فيه! قال: فإن الله أَدَّى عنك الذي بعثت به في الخشبة، فانصرف بألفك راشدًا (رواه البخاري (4/469) كتاب الكفالة ورواه أحمد في المسند).
مختارات