نحن مقصرون!
كل طاعة وفقنا لها
فالله تعالى له المنة فيها
فهو الذي هدانا إليها
ووفقنا لها
وأعاننا عليها
وصرف عنا صوارفها
وحببها إلينا
وقد عبدناه بجوارح هو الذي خلقها
وأمدها وألان مفاصلها وهيأ خلقها مناسبا للطاعة.
وهو غني عنا فيها
ولا تزيد في ملكه مثقال ذرة
ولا ينقص ملكه لو لم نفعل.
ولا تنفعه طاعتنا
ولا يضره تركها
والكون كله بسمواته وأرضه والمخلوقات جميعها تعبد الله في كل طرفة عين إلا غافلا من جن إنس.
فطاعتنا هباءة في عالم مكتظ بالطاعات
وما في السماء موضع أربع أصابع إلا ملك قائم أو راكع أو ساجد
وطاعتنا مشوبة بالنقص في شروطها وأركانها ونيتها وقبلها وبعدها
وهي مغمورة في بحار ذنوبنا وتفريطنا
ولله الحجة البالغة علينا
ونحن مضطرون لربنا
فلا حياة ولا رزق ولا سعادة ولا راحة ولا نجاة لنا إلا به.
وهو في كمال الغنى عنا.
ونحن مقصرون في شكر التوفيق للطاعة والاستغفار من التقصير فيها.
في المسند وصححه الألباني:
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النِّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ، إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَمًا فِي طَاعَةِ اللهِ، لَحَقَّرَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ رُدَّ إِلَى الدُّنْيَا كَيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ»
مختارات