" القصة الحادية عشرة : بعد الثلاثين "
" القصة الحادية عشرة: بعد الثلاثين "
مضى على زواجهما بضع سنوات، ولم تحمل المرأة، فبحثا عن علاج وأسباب، لكنها لم تداو جرحًا، ولم تذهب ألمًا، ومع كل يوم تشتاق أنفسهما للولد، يحمل اسمهما، ويبرهما، ويكون عونًا لهما، والأيام تمضي، والسنون تتعاقب، والشوق يزداد، لكن الذي يتذاكرانه في تلك الأيام هو قوله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49، 50].
ولكنهما لم ييأسا من روح الله تعالى، وسلكا الطريق المشروعة للعلاج، وبعد ثلاثين سنة تذكر الزوجان علاجًا لم يعملانه، ولم يداوما عليه (وهو الاستغفار)؛ فيخبر الزوج أنه بعد استمراره بالاستغفار مدة يسيرة حملت امرأته، وأنجبت بعد ثلاثين سنة من زواجهما، ولا تسأل عن فرح بما طال انتظاره، وظنًا أن لن يكون، ولكن الله إذا قضى أمرًا فإنما يقول له: كن؛ فيكون، فله الحمد على ما أعطى.
مختارات