كثرة الحلف في البيع..
في صحيح مسلم
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ، فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ ".
قال القرطبي في وجوه من علة المنع من كثرة الحلف في،البيع
مَعَ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى لَا عَلَى جِهَةِ التَّعْظِيمِ، بَلْ عَلَى جِهَةِ مَدْحِ السِّلْعَةِ، فَالْيَمِينُ عَلَى ذَلِكَ تَعْظِيمٌ لِلسِّلَعِ، لَا تَعْظِيمٌ لِلَّهِ تَعَالَى. وَهَذِهِ كُلُّهَا أَنْوَاعٌ مِنَ الْمَفَاسِدِ لَا يُقْدِمُ عَلَيْهَا إِلَّا مَنْ عَقْلُهُ وَدِينُهُ فَاسِدٌ.
فهذا فيه توظيف الدين والشعائر لأمر دتيوي
يشبهه ما يفعله بعضهم من تسويق السلع بأناس عليهم سيماء،الصلاح وسمت التقوى ومنه اللحى الموفرة
وليس له قصد من ذلك إلا ترويج سلعته
وبعضهم يقول في السلع الكذب الصراح والمدح الفاجر ويكثر هذا في السلع التي يحتاج الناس فيها للثقة كتجارة العود والعسل وبعض ما لا يعرف حقيقته.
فيأتي بهؤلاء لتروج بضاعته على حساب سوء الظن بالدين وأهله
ثم تنفق سلعته ويمحق الله كسبه.
وهذا لا يعني أن الصالحين لا يتجرون ولا يستفيدون من صدقهم وثقة الناس بسابق معاملتهم.
الممنوع هو ترويج هذه السلع لا بشيء
إلا بهذا المظهر ولو كذب فيه.
مختارات