" العقـوق "
" العقـوق "
عقوق الوالدين ذنب عظيم وكبير من الكبائر فهو قرين الشرك، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: وشهادة الزور، وقول الزور»(رواه البخاري) وإذا كان العقوق بهذه المنزلة مع الشرك بالله فلاشك أن عقوبته شديدة ونهايته وخيمة، بل هو موجب للعقوبة العاجلة في الدنيا قبل الآخرة فعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات» (رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وقال: إنه صحيح الإسناد)، وكذلك هو سبب لدخول النار والحرمان من الجنة في الآخرة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا من يكذب بالقدر» (رواه أحمد والنسائي والطبراني).
وعلى الرغم مما للوالدين من الأفضال والحقوق على الأبناء، وما لهما من المكانة العالية بل والمنزلة السامقة في الدين، وبرغم ما جاء من الأوامر الأكيدة في برهما، والزجر الشديد في النهي عن عقوقهما، إلا أننا نرى عقوق الوالدين متفشيا منتشرا عند كثير من الناس خصوصا في الأزمان المتأخرة، وذلك عندما ضعف الإيمان في القلوب وقل الحياء وعدم المعروف وتنكر للجميل وطغت الحياة المادية على تصرفات أغلب الناس.
مختارات