" التفكـر "
" التفكـر "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قد أمر الله سبحانه بالتفكر والتدبر في كتابه العزيز، وأثنى على المتفكرين بقوله: " وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً " [آل عمران: 191].
وقال: " فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الرعد: 3].
وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله»(رواه البيهقي).
وقال أبو الدرداء رضى الله عنه: تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
وقال وهب بن منبه: ما أطالت فكرة امرئ قط إلا فهم، وما فهم إلا علم، وما علم إلا عمل.
وقال بشر الحافى: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه.
وقال الفريابي في قوله تعالى: " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ " [الأعراف: 146]، قال: أمنع قلوبهم التفكر في أمري.
وكان داود الطائي على سطح في ليلة قمراء، فتفكر في ملكوت السموات والأرض، فوقع في دار جار له، فوثب عريانًا وبيده السيف، فلما رآه قال: يا داود، ما الذي ألقاك؟ قال: ما شعرت بذلك.
وقال يوسف بن أسباط: إن الدنيا لم تخلق لينظر إليها، بل لينظر بها إلى الآخرة، وكان سفيان من شدة تفكره يبول الدم.
وقال أبو بكر الكتاني: روعة عند انتباهة من غفلة، وانقطاع في حظ نفساني، وارتعاد من خوف قطيعة، أفضل من عبادة الثقلين.
مختارات