" طفل ينقذ والده من العقوق "
" طفل ينقذ والده من العقوق "
يقول أحد الفضلاء: كان بجوارنا رجل متوسط الحال، وعنده والده يعيش معه في المسكن وهو كبير السن وفاقد لبعض حواسه، ومع الأيام تحسنت أمور هذا الرجل، حيث جاءه تثمين لبيته بنزع ملكيته وجاءه مبلغ لم يتوقعه حتى ولا في حلم الليل.
فعمر له مسكنًا على الطراز الحديث «فيلا»، وكان لهذا الرجل زوج غير موفقة مع عمها «والد زوجها» حيث ترى أنه عبء ثقيل عليهم في المنزل، كيف لا وهم الآن صاروا في فيلا، كل شيء يدار بالكهرباء وعندما فرشوا البيت الجديد وأثثوه بكل جديد وفاخر، قالت الزوجة لزوجها: لو تضع والدك في غرفة السطح ونحضر له طعامه وشرابه في غرفته، فهو كبير ولا يحس بأي مكان جلس فيه، فقال الزوج: افعلي ما ترين، فحملوه ووضعوه في غرفة السطح، وجعلت له الزوجة أواني خاصة به يأكل ويشرب بها حتى لا يوسخ أوانيهم، ولكن مع الأيام والأسابيع تعبت المرأة في الصعود والنزول بسبب والد زوجها.
فقالت المرأة لزوجها: يا أبا فلان، تعبت أنا وأولادي من والدك في الصعود والنزول بطعامه وشرابه، فأرى أن تنزله وتضعه في حجرة الملحق بالقرب من باب الشارع، فقال لها زوجها: ضعيه كما تودين.
فأنزلت المرأة الأب الكبير ووضعته في ملحق البيت ووضعت عنده ملابسه وما يخصه ويتبعه، وكان للوالد الكبير صحن طعام خاص لغدائه وعشائه، ولحسن حظ الزوج وبينما العائلة مجتمعة بكاملها على طعام الغداء نطق ابنهم الصغير قائل اً: بابا، بابا، حميت صحن جدي (حجزت إناء جدي) إذا مات فقال والده وهو يضع اللقمة في فيه: وماذا تريد به؟ فقال الولد: إذا صرت يا أبي مثل جدي أصنع لك به طعامك.
فاعترضت اللقمة في حلق الأب، وجحظت عيناه وكاد يختنق من هول ما سمع من ابنه الصغير، وبعد أن شرب الماء وعادت روحه إليه رد نفسه وكأن هذه الكلمة صاعقة نزلت عليه، فالتفت الأب إلى زوجه، وقال: اسمعي، من هذه اللحظة لا آكل طعامًا ولا أشرب قهوة إلا مع والدي، هيا انهضوا ولنتناول طعامنا سويًا معه، فكان الأب يضع لقمة في فم والده واللقمة الثانية في فمه.
وبعدما تناولوا الطعام حمل الأب والده ووضعه في غرفة خاصة ملاصقة لغرفته، فكان لا يدخل الأب ولا يخرج إلا ويصبح والده ويمسيه (يسلم عليه)، وبعد أشهر قليلة توفي الأب الكبير.
فكانت خاتمة طيبة لهذا الابن بأبيه، حيث أدرك خطأه واستدرك ما بقي من أيام أبيه ليبره بها (سواليف المجالس نقل اً: عن عاقبة عقوق الوالدين للحازمي).
مختارات