بعض الأحكام المتعلقة بالمرأة الطبيبة أو الممرضة
بعض الأحكام المتعلقة بالمرأة الطبيبة:
اعلمي.. رعاك الله أن الرسالة التي تؤدينها رسالة إنسانية سامية،كيف لا وهي البلسم لآهات المرضى وأنينهم، فهي رسالة تعبدية متى احتسب المرء فيها الثواب، وامتثل أمر الشارع في تحري الصواب.. ومهنة الطب والتمريض مهنة تزيل بإذن الله أوجاع المرضى وتخفف آلامهم، ومن حكمة الله عز وجل أن يجعل رزق أناس في آلام غيرهم، وقد تكفل الله بالرزق للجميع.
وعلى كل العاملين في هذا المجال أن يتقوا الله في هذه ألأمانة، وأن يستشعروا مكانة الرسالة وعظم المسؤولية.
وكي لا أطيل، أوجز بعض المخالفات التي تقع فيها بعض منسوبات المستشفى في نقاط مختصرة:
منها حصول الاختلاط والخلوة المحرمة؛ فإن الاختلاط بين النساء والرجال لا يجوز وفيه خطورة لا سيما إن كانت النساء متبرجات غير متسترات، فيجب الابتعاد عن هذا لسلامة الدين والعرض. وقد سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم خلوة بعض العاملين في المستشفى بالمرأة سواء كانت طبيبة أو ممرضة أو غير ذلك، فأجاب رحمه الله بأن ذلك لا يجوز وليس للرجل أن يخلو بامرأة أجنبية عنه، وليس للطبيب ولا لغيره أن خلو بالطبيبة أو الممرضة أو المريضة، فلا يجوز أن يخلو ممرض أو طبيب بممرضة أو طبيبة لا في غرفة الكشف ولا في غيرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» ولما يفضي إليه من الفتنة إلا من رحم الله، ويجب أن يكون الكشف على الرجال للرجال وحدهم وعلى النساء للنساء وحدهن. انتهى كلامه رحمه الله.
ومن صور الاختلاط أيضًا خلوة الطبيب بالطبيبة، والممرض بالممرضة في المناوبات من ليل أو نهار، فقد أفتى سماحته في ذلك بقوله: (لا يجوز للمسئولين عن المستشفيات أن يجعلوا طبيبًا أو ممرضًا مداومًا مع طبيبة أو ممرضة يبيتان وحدهما في الليل للحراسة والمراقبة، بل هذا غلط ومنكر عظيم، وهذا معناه الدعوة للفاحشة؛ فإن الرجل إذا خلا بالمرأة في محل واحد من ليل أو نهار فإنه لا يؤمن عليهما الشيطان أن يزين لهما فعل الفاحشة ووسائلها، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما». انتهى كلامه رحمه الله. ومن صور الاختلاط أيضًا.. حضور بعض الندوات التي تلقيها امرأة متبرجة أمام الرجال، فقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم حضور تلك الندوات بأن حضور الندوات الطبية مهم جدًا لكلِّ من الأطباء والطبيبات، لكن يجب ألا يكون في الندوات اختلاط بين الرجال والنساء، ودرءًا للفتنة ودفعًا للفساد، ويمكن الجمع بين تحقيق المصلحة الطبية وتفادي مفسدة الاختلاط بإقامة ندوات للأطباء خاصة وأخرى للطبيبات، وما قد يكون من نقص في ذلك يستدرك بنشر ما دار في ندوات هؤلاء وأولئك وكتابة رسائل ومقالات ونشرها بوسائل الإعلام ونحوها، وبهذا تحصل المصلحة ويسلم الجميع من مضار الاختلاط، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مختارات