بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك
«بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك...»
«فابيان» عارضة الأزياء المشهورة فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها، تركت العطور والفراء ودنيا الأزياء، وجاءت إلى الحدود الأفغانية لتعيش ما تبقى من حياتها وسط الأسر المسلمة.. تعترف «فابيان» فتقول: «لولا فضل الله علي ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان، كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ..» ثم تضيف: «كان الطريق أمامي سهلاً – أو هكذا بدا لي – فسرعان ما عرفت طعم الشهرة، وغمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها.. ولكن كان الثمن غاليًا.. فكان يجب أولاً أن أتجرد من إنسانيتي، وكان شرط النجاح والتألق أن أفقد حساسيتي وشعوري، وأتخلى عن حيائي الذي تربيت بداخله، وأفقد ذكائي، ولا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي، وإيقاعات الموسيقى.. كما كان علي أن أحرم من جميع المأكولات اللذيذة، وأعيش على الفيتامينات الكيميائية، والمقويات والمنشطات، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر.. لا أكره، لا أحب، لا أرفض أي شيء..» ثم تعترف وتقول: «إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك، مهمته العبث بالقلوب والعقول.. فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل.. لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس، فكنت جمادًا يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك، فكلما تألقت العارضة في تجردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم القاسي البارد، أما إذا خالفت أيًا من تعاليم الأزياء فتعرض نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي والجسماني أيضًا» ثم تضيف: «عشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة بكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل ولا حياء» وتنفعل «فابيان» وهي تقول: «لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ إلا من الهواء والقسوة، بينما كنت أشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصيًا، واحترامهم لما أرتديه»(جريدة المسلمون، العدد/ 238).
هذا ما قالته «فابيان» عارضة الأزياء الفرنسية الشابة بعد إسلامها وفرارها من ذلك الجحيم الذي لا يطاق، وهو كلام واضح لا يحتاج إلى تعليق..
مختارات