«لا تأخذي من العائلة الأوروبية مثالاً لك..»
«لا تأخذي من العائلة الأوروبية مثالاً لك..»
في مقابلة صحفية أجرتها إحدى المجلات العربية مع «نادية أوبيريية» وهي امرأة فرنسية متخصصة في الفن الإسلامي قالت: «وجدت المرأة العربية (المسلمة) محترمة ومقدرة داخل بيتها أكثر من الأوروبية، وأعتقد أن الزوجة والأم العربيتين تعيشان بسعادة تفوق سعادتنا، وربما كان الأمر مختلفًا بالنسبة للمرأة العاملة التي تقع عليها أعباء كثيرة بالإضافة إلى أعباء البيت».
وتوجه نصحها للمرأة المسلمة فتقول: «لا تأخذي من العائلة الأوروبية مثالاً لك لأن عائلاتها هي نموذج رديء لا يصلح مثالاً يحتذى»(مجلة الأمة القطرية، العدد/ 34).
إن بقاء المرأة في بيتها، واهتمامها برعاية زوجها وأولادها هو سر نجاحها وسعادتها واستقرار الأسرة وتماسكها لا سيما وأن الإسلام أمر المرأة بطاعة زوجها في المعروف كما أمر الرجل بإكرام المرأة واحترامها والعطف عليها فقال عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنساء خيرًا...»(متفق عليه عن أبي هريرة).
بل إن بقاء المرأة في بيتها، هو سر نجاح الأمم وتفوقها كما شهد بذلك العقلاء من الفلاسفة والمفكرين.. وخروجها وتبرجها واختلاطها بالرجال من أكبر الأسباب المؤدية إلى انهيار الأمم وسقوط الحضارات، ومن الأمثلة على ذلك الحضارة الرومانية.
جاء في دائرة معارف القرن التاسع عشر: «كان النساء عند الرومانيين محبات للعمل مثل محبة الرجال له، وكن يشتغلن في بيوتهن، أما الأزواج والآباء فكانوا يقتحمون غمرات الحروب، وكان أهم أعمال النساء بعد تدبير المنزل، الغزل وشغل الصوف».
ثم دعاهم بعد ذلك داعي اللهو والترف إلى إخراج النساء من خدورهن ليحضرن معهم مجالس الأنس والطرب، فخرجن كخروج الفؤاد من بين الأضالع، فتمكن الرجل لمحض حظ نفسه من إفساد أخلاقهن وتدنيس طهارتهن وهتك حيائهن حتى صرن يحضرن المراقص، ويغنين في المنتديات، وساد سلطانهن حتى صار لهن الصوت الأول في تعيين رجال السياسة وخلعهم، فلم تلبث دولة الرومان على هذه الحال حتى جاءت الخراب من حيث تدري ولا تدري...»(المرأة بين الفقه والقانون لمصطفى السباعي ص187).
وهكذا سائر الحضارات التي انهارت وسقطت، وها هي ذي الحضارة الغربية اليوم كما صرح بذلك عقلاؤها تعيش في النزع وتعاني من سكرات الموت.. وما ذلك إلا للسبب نفسه.. فهل نعتبر بذلك؟
مختارات