فائــدة
فائدة
قال الشيخ أحمد فريد حفظه الله: (سعادة العبد في الدنيا والآخرة أن يؤثر مراد الله، ويسعى لطاعته ورضاه فإذا آثر العبد الآخرة على الدنيا، وكان من أهل الآخرة يطلبها طلباً حثيثاً ويبذل فيها نفائس أنفاسه وزهرة حياته كل يوم يزيده قُرباً، وكلما ازداد قُرباً ازداد حُباً، وكلما ازداد حُباً ازداد زُهداً، يومه خير من أمسه، وغدُهُ أفضل من يومه، فهو دائم الفكر في الآخرة مشغول بما يقربه ويؤدبه ويهذبه، فإذا رآه الله عز وجل مؤثراً لمراده محباً لما يحبه ويرضاه مبغضاً لما يبغضه ويأباه عطف عليه ربه ورباه أفضل مما يربي الوالد الشفيق ولده الوحيد، فيصرف عنه السوء والفحشاء، كما قال تعالى في حق يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: [كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ] {يوسف:24}، وييسر الله عز وجل له أسباب الهداية كما قال تعالى: [وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى] {مريم:76}، وقال تعالى: [وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ] {محمد:17}، فإذا أقبل العبد بقلبه على الله عز وجل أقبلت عليه وفود الخيرات من كل جانب، وإذا أعرض عن مولاه واتبع هواه، أقبلت عليه سحائب البلاء والشر من كل جانب. والعبد في طريقه إلى مولاه يحتاج دائماً إلى التذكير بالآخرة، ومعرفة شرف الطاعات وفضائلها، وقبح المعاصي ومثالبها، قال تعالى: [وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ] {الذاريات:55}).
اعلم رحمك الله: «من عرف الله عز وجل حق المعرفة فإنه لا يتجرأ أن يعصيه أي معصية».
مختارات