مثل الذي يتعلم العلم، ثم لا يحدث به
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به؛ كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه)(1).
شرح الحديث:
قال المناوي: قوله: (مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه) في كون كل منهما يكون وبالاً على صاحبه يعذب عليه يوم القيامة؛ فعلى العالم أن يفيض من العلم على مستحقه لوجه الله تعالى، ولا يرى نفسه عليهم منةً وإن لزمتهم، بل يرى الفضل لهم إذ هذبوا قلوبهم لأن تتقرب إلى الله بزراعة العلوم فيها؛ كمن يعير أرضًا ليزرع فيها لنفسه وينفعه، ولولا المتعلم ما نال ذلك المعلم(2).
من فوائد الحديث:
1- أنه لا يجوز للعالم كتم العلم الذي يحتاج الناس إليه، قال الله تعـالى: (إِنالَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِمَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُوَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) [البقرة:159].
2- كتم العلم سبب لشيوع الجهل، وانتشار البدع، والأخلاق السيئة والمعاملات المحرمة، وغير ذلك من صنوف الضلالات.
3- المشروع لمن رزقه الله علماً أن يجتهد في بثه بين الناس لوجه الله تعالى، ومن أجل نفع عباد الله في دينهم ودنياهم، ليحصل على بركته في الدنيا، وعلى الثواب الجزيل في الآخرة، كما أن من رزقه الله مالاً عليه أن ينفق منه على نفسه، وعلى إخوانه المسلمين المعوزين، وفي سبيل الله، حتى لا ينقلب وبالاً عليه في الدنيا وفي الآخرة.
(1) المعجم الأوسط للطبراني، 1/394، برقم: (693)، والهيثمي في المجمع، 1/164. وصحّحه الألباني، ينظر: السلسلة الصحيحة، برقم: (3479).
(2) فيض القدير للمناوي، 5/ 510.
مختارات