يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الله عز وجل أعطى الإنسان بعض صفاته لكرامته عنده:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا آية اليوم:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) ﴾
(سورة النساء)
أولاً لكرامة الإنسان عند الله أعطاه بعض صفاته، فالله جل جلاله فرد وكرم الإنسان بأن جعله فرداً لا شبيه له، والله جلّ جلاله مريد وكرم الإنسان بأنه جعله مريداً استخلفه في الأرض له إرادة يأمر وينهى، ولأن الإنسان يقع تحت تأثير من هو أقوى منه، من الذي ينبغي أن يطيعه ومن الذي ينبغي أن يعصيه، هذه الآية تبين أخطر ما في الدين، أطع هذه الجهة ولا تطع هذه الجهة.
طاعة أمر الله في القرآن الكريم و أمر الرسول في سنته القولية والفعلية والإقرارية:
الله عز وجل يقول:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (59) ﴾
(سورة النساء)
يا من آمنتم بي، آمنتم بوحدانيتي، آمنتم بقدرتي، آمنتم برحمتي، آمنتم بحكمتي، أطيعوا الله في قرآنه، القرآن كلام الله، أطيعوا الله الآن دقق:
﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ (59) ﴾
(سورة النساء)
أطيعوا جاءت مرة ثانية:
﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ (59) ﴾
(سورة النساء)
علماء الأصول يقولون إذا جاءت كلمة الرسول وقبلها أطيعوا معنى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم يطاع استقلالاً لأنه معصوم، لأنه معصوم وقد قال الله عز وجل:
﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (7) ﴾
(سورة الحشر)
إذاً ينبغي أن نطيع الله فيما أمر به في القرآن الكريم، وينبغي أن نطيع الرسول فيما صحّ عنه من سنته القولية والفعلية والإقرارية.
طاعة رسول الله عين طاعة الله وطاعة الله عين طاعة رسول الله:
إذاً أن تقول أنا ما لم يكن الحديث له ما يقابله في القرآن لن أطيع رسول الله، أنت تخالف كلام الله، لأن الله عز وجل يأمرك أن تطيع رسول الله أن يطاع استقلالاً، لذلك يقول الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وسلم:
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4) ﴾
(سورة النجم)
وطاعة رسول الله عين طاعة الله، وطاعة الله عين طاعة رسول الله، إلى الآن الوضع واضح، لكن لم يقل الله عز وجل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر منكم لم يقل هكذا قال أَطِيعُوا اللَّهَ استقلالاً، وأطيعوا الرسول استقلالاً.
أولي الأمر لا يطاعون استقلالاً يطاعون تبعاً:
وأولي الأمر منكم، ما وافق طاعة الله وطاعة رسوله فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، من هم أولي الأمر؟ الإمام الشافعي يقول أولي الأمر الذين يعلمون الأمر العلماء، وأولي الأمر الذين ينفذونه الأمراء، فصار أولي الأمر العلماء والمراء لكن وأولي الأمر منكم، أما أخوانا الكرام بفلسطين حينما يأمرهم العدو الصهيوني بأمر هؤلاء أولي الأمر ليسوا منا من أعدائنا، هناك فرق، وأولي الأمر منكم أي هم جزء منكم يتألمون لما تتألمون، يسعدهم ما يسعدكم، سلامتكم مهمة عندهم، إذا كان وأولي الأمر من جنس من يأمرونه تنطبق هذه الآية عليه:
﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (59) ﴾
(سورة النساء)
إذاً أولي الأمر لا يطاعون استقلالاً يطاعون تبعاً، فإذا جاء أمر من أولي الأمر موافق للكتاب والسنة فعلى العين والرأس وأنت مأمور أن تطيعه، مثلاً إذا صدر قرار بمنع تهريب الدخان أو تهريب المخدرات فإذا عصيت هذا القرار فإن الله ينتقم منك، هذا أمر لصالح المسلمين:
﴿ َأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (59) ﴾
(سورة النساء)
المرجعية التي ينبغي للمسلمين أن يعودوا إليها عند التنازع القرآن و السنة:
الآن قد تنشأ مشكلة:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ (59) ﴾
(سورة النساء)
التنازع مع أولي الأمر منكم، من هم أولي الأمر منكم؟ علماؤكم أو أمراؤكم، إذا تنازعتم أيها المؤمنون مع أمرائكم، قد يصدر شيخ كبير في بلد إسلامي كبير فتوى بإباحة إيداع المال في البنوك وتقاضي الفوائد على أنها عوائد، صار هناك تنازع حينما أصدر هذا الفتوى في اليوم التالي وضع في البنوك أربعة وثمانين ملياراً، سبعة وعشرون عالماً ردوا عليه قال:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ (59) ﴾
(سورة النساء)
تنازعتم مع علمائكم أو تنازعتم مع أمرائكم، إذا الأمير بعيد عن العلماء وأصدر أمراً مناقضاً لكتاب الله صار في تنازع:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ (59) ﴾
(سورة النساء)
ما المرجعية التي ينبغي أن ترجعوا إليها؟ قال:
﴿ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ (59) ﴾
(سورة النساء)
أحالك الله إلى الكتاب والسنة أليس كذلك؟ هل يعقل أن يحيلك الله إلى شيء لا تجد فيه جواباً شافياً؟ مستحيل إله يقول:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ (59) ﴾
(سورة النساء)
معنى ذلك لابد من أن تجد في القرآن الكريم وفي السنة جواباً فيصلاً لأية قضية متنازع عليها، لأن الله عز وجل يقول:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾
(سورة المائدة الآية: 3)
على الإنسان أن يطيع الله في قرآنه ويطيع رسوله فيما صحّ من سنته استقلالاً:
عدد القضايا التي عالجها الدين تامة عدداً، وأن طريقة المعالجة كاملة نوعاً:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ (59) ﴾
(سورة النساء)
إلى كتابه وإلى الرسول إلى سنته الصحيحة، إذاً يجب بنص هذه الآية أن نجد في الكتاب والسنة جواباً شافياً لأية قضية متنازع عليها بين المؤمنين وبين علمائهم، وبين المؤمنين وبين أمرائهم، هذه الآية أصل في الموضوع ينبغي أن تطيع الله استقلالاً لكن رسول الله ينبغي أن تطيعه استقلالاً أيضاً ولكن فيما صحّ من سنته، كلام الله عز وجل قطعي الثبوت لكن سنة النبي عليه الصلاة والسلام ظنية الثبوت فيما صحّ من كلامه، هناك حديث موضوع، حديث ضعيف جداً يقترب من الموضوع، تطيع الله في قرآنه وتطيع رسوله فيما صحّ من سنته استقلالاً، ولست مكلفاً أن تربط كلام رسول الله بكلام الله، النبي عليه الصلاة والسلام حرم الزواج من الخالة والعمة والتحريم في القرآن لم يغطِ الخالة والعمة لذلك الكليات جاء بها القرآن الكريم، والتفاصيل جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام ولا يمكن أن ينطق النبي عليه الصلاة والسلام بكلمة واحدة إلا وهي وحي من نوع آخر، هناك وحي متلو هو القرآن الكريم، ووحي غير متلو هو السنة المطهرة، كلاهما وحيان لذلك:
(تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي)
[أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة]
عدم وجود الفساد إلا في عالم الإنس والجن لأنهما مخيران:
أيها الأخوة، هذه حقيقة أولى، الآن كل ما في الكون خاضع لله:
﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(11) ﴾
(سورة فصلت)
كل ما سوى الإنس والجن مسير خاضع لله عز وجل، لذلك لن تجد الفساد إلا في عالم الإنس والجن لأنهما مخيران، يؤمر فلا يطيع.
النتائج المترتبة على طاعة الله و رسوله:
1 ـ الفوز العظيم:
الآن ما النتائج التي تترتب على إطاعتك لله ولرسوله؟
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾
(سورة الأحزاب)
إذا كان الإله العظيم يصف طاعته بأنها فوز عظيم ما هذا الفوز؟ يعني النجاح كل النجاح، والفلاح كل الفلاح، و الفوز كل الفوز، والذكاء كل الذكاء، والتفوق كل التفوق في طاعة الله:
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾
) سورة الأحزاب(
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾
)سورة الأحزاب: الآية 36)
مستحيل هناك قضايا ما جاء بها كتاب الله، وما جاءت بها سنة النبي، هذه القضايا ليست خاضعة للبحث، ولا للدرس، ولا للتعديل، ولا للتطوير، ولا للحذف، ولا للزيادة، لأنها ليست منتجاً أرضياً هي من عند الله، من عند المطلق، من عند خالق السماوات والأرض، من عند المعصوم إذا كانت من النبي عليه الصلاة والسلام، إذاً أمور الدين توقيفية ليست خاضعة للبحث، والدرس، والتعديل، والحذف، والزيادة، والتطوير، هذا شأن أهل البشر، أما كلام خالق البشر لا يخضع للبحث والدرس:
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾
(سورة الأحزاب: الآية 36)
2 ـ رحمة الله:
الآن فضلاً عن الفوز العظيم قال تعالى:
﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(56)﴾
(سورة النور)
رحمة الله متوقفة على طاعة رسوله:
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ (31)﴾
(سورة آل عمران)
ما قبل الله دعوة محبته إلا بالدليل، والدليل أن تطيع رسول الله.
الخروج عن منهج الله و سنة رسوله أساس تعذيب المسلمين:
ما كان للمسلمين أن يعذبوا إلا بخروجهم عن منهج رسول الله:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) ﴾
(سورة الأنفال)
ما دامت سنتك مطبقة في حياتهم ما كان الله ليعذبهم، فإذا كان الله يعذبهم أي أنت يا محمد ليست سنتك فيهم، لا يطبقون منهجك، أما بعد الموت:
﴿ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ (17) ﴾
(سورة الفتح)
فاز فوزاً عظيماً، ويرحمه الله في الدنيا، ويوم القيامة يدخله جنات تجري من تحتها الأنهر:
﴿ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا(69) ﴾
(سورة النساء)
معصية الله و رسوله أساس مشكلات المسلمين:
يعني بربكم نستمع طوال حياتنا إلى أقوال رسول الله ألا تتمنون أن تكونوا في الجنة معه؟ أن ترونه رأي العين؟ أن تسمعونه يحدثكم؟
﴿ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا(69) ﴾
(سورة النساء)
أنت حينما تطيع الله أو تطيع الرسول أحياناً هناك تناقض، تتناقض مصلحتك مع طاعة رسول الله، يعني يقول لك لا تبع شيئاً حتى تحوزه إلى رحلك، البورصة قائمة على بيع لا تطبق فيه هذه القاعدة إطلاقاً، ألف طن حديد يباع مئات المرات وكل من اشترى هذه الصفقة لا يفكر أن يأتي بها إلى بلده، يقامر بالبضاعة، لذلك في بعض البلاد الإسلامية نشأت أزمة بورصة أتلفت ثمانين مليار دولار و سبعة وثلاثين ألفاً دخلوا المستشفيات لأنهم ما طبقوا سنة رسول الله، سبعة وثلاثون ألفاً دخلوا العناية المشددة بأزمة أصابت قلوبهم لأنهم خسروا ثمانين ملياراً لا تبع شيئاً حتى تحوزه إلى رحلك، كل مشكلات المسلمين تأتي من معصيتهم لرسول الله.
طاعة الله و رسوله أساس الفوز في الدنيا والآخرة:
لذلك:
﴿ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا (14)﴾
(سورة الحجرات)
(ما ترك عبد شيئاً لله، إلا عوضه الله خير منه في دينه ودنياه)
[الجامع الصغير عن ابن عمر]
يعني حيتان البورصة يعرضون أسهمهم السعر يهبط، صغار المستثمرين يقلقون فيبادرون أيضاً إلى عرض أسهمهم فالسعر يهبط إلى أن يصل السعر بالحضيض، يشتري هؤلاء جميع الأسهم التي في السوق ثم يرتفع السعر، أقسم لي بالله إنسان درس الاقتصاد في ألمانيا ألف كتاباً أن كل أموال البترول التي دفعوها إلى المسلمين استردوها عن طريق البورصة، أزمات طاحنة بالمليارات، لذلك:
﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(56) ﴾
(سورة النور)
﴿ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا (14)﴾
(سورة الحجرات)
الطاعة في المعروف:
الآن:
﴿ مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ (80) ﴾
(سورة النساء)
(بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ـ وفي رواية أنه كان ذا دعابة ـ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ أَمَرَكُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا، فَقَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَهَمُّوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضًا، وَيَقُولُونَ: فَرَرْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّارِ، فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتْ النَّارُ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ)
[متفق عليه عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
هذا حديث رسول الله إنما الطاعة في المعروف، لذلك ينبغي أن نطيع الله في قرآنه، وأن نطيع رسوله استقلالاً فيما صحّ من سنته، وأن نطيع علماءنا وأمراءنا فيما يوافق كلام الله وكلام رسوله، وإذا تنازعنا معهم المرجعية بيننا وبينهم كتاب الله وسنة رسوله لأن الله أحالنا إليهم، أما أن يأتي أمر يناقض الفطرة، أدخل في النار، لماذا أدخل في النار؟ إنما الطاعة في المعروف.
علامة المؤمن أنه يطيع الله ورسوله لأنه لا يعرف النوايا الحقيقية إلا الله:
أيها الأخوة:
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(1) ﴾
(سورة الأنفال)
أي علامة المؤمن أنه يطيع الله ورسوله.
شيء آخر أطيعوا الله ورسوله لكن إنسان عنده ألف دونم جاء من يهمس في أذنه إن تبرعت بأرض لمسجد تضطر البلدية أن تفرز هذه الأرض إلى محاضر يرتفع سعرها، الله عز وجل قال:
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(13) ﴾
(سورة المجادلة)
يعرف النوايا الحقيقية فإنما قيمة العمل بنيته، أما أن تقول أنا مع الأكثرية هذا شيء مضحك:
﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ(116) ﴾
(سورة الأنعام)
طبعاً:
﴿ وَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ (48) ﴾
(سورة الأحزاب)
﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) ﴾
(سورة الكهف)
والحمد لله رب العالمين
مختارات