شرح دعاء الكرب
دُعَاءُ الكَرْبِ
(لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمُ، لَا إلَهَ إلا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَريْمِ)
صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضى الله عنهما وفي رواية لمسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر؛ أي: نزل به أمر مهم، أو أصابه غم.
قوله: (العظيم) صفة الرب سبحانه، ومعناه: الذي جل عن حدود العقول، حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته.
قوله: (الحليم) هو الذي لا يستخفّه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً، فهو منته إليه.
قوله: (رب العرش الكريم) الكريم صفة للرب سبحانه وتعالى؛ ومعناه: الجواد المعطي، الذي لا ينفذ عطاؤه، وهو الكريم المطلق؛ والكريم: الجامع أنواع الخير والشرف والفضائل.
(2) (اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أرْجُو، فَلا تَكِلني إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إلاَّ أنْتَ)
- صحابي الحديث هو أبو بكرة، نفيع بن الحارث الثقفي رضى الله عنه قوله: (رحمتك أرجو) تأخير الفعل للاختصاص؛ أي: نخصك برجاء الرحمة، فغيرك لا يرحم.
قوله: (فلا تكلني إلى نفسي) أي: لا تسلمني ولا تتركني إلى نفسي، فأنصرف عن طاعتك باتباعها.
قوله: (طرفة عين) خارج مخرج المبالغة؛ يعني: لا تكلني إلى نفسي أصلاً في أي حالة من الأحوال.
قوله: (شأني) أي: أمري وحالي.
(لَا إِلَه إِلاَّ أنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ)
صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه.
والحديث بتمامه، هو قوله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا بها، وهو في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط؛ إلا استُجيب له).
قوله: (دعوة ذي النون) أي: دعاؤه، وذو النون اسم النبي يونس عليه السلام، ومن الأنبياء جماعة لهم اسمان، مثل عيسى والمسيح، وذي الكفل واليسع، وإبراهيم والخليل، ومحمد وأحمد..، والنون اسم الحوت، ومعنى ذي النون: صاحب النون.
قوله: (إذ دعا بها) أي: حين دعا بها ربه، (وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) بمعنى: سبحانك إني تبت إليك، إني كنت من الظالمين لنفسي.
قوله: (في شيء قط) أي: في شيء من الأشياء، وكلمة (قط) للماضي المنفي، ويجوز فيه تسكين الطاء بالتشديد، والتخفيف، وضمها بهما.
(اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بهِ شَيْئاً)
صحابية الحديث هي أسماء بنت عميس رضى الله عنها وجاء في بداية الحديث؛ قوله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب..)
قوله: (الله الله) تأكيد لفظي؛ وهو مناداة حذف منه حرف النداء (يا) في اللفظين، وتقدير الكلام: يا الله، يا الله.
ولا دليل في هذا الحديث على جواز إفراد اسم الله تعالى في الذكر؛ كقولهم: الله الله الله الله.. وهكذا، بدون طلب من المنادى.
وأما الحديث فإن سياقه يدلُّ على أنَّ الذي يدعو مصاب بكرب؛ فيكون تقديره: يا الله يا الله فرج عني ما بي من الكرب، فأنت ربي ولا أشرك بك شيئاً
مختارات