ولدينا مزيد
ولدينا مزيد
اتفق المفسرون علي إن المزيد في هذه الآية هو النظر إلي وجه الله الكريم وهو احلي نعيم الجنة، وقمة متعتها ومرتقي لذتها، فلا يوافيه نعيم ولا يمكن وصفه أو حصره بلغة البشر أو كلمات البشر.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله ك تريدون شيئا أزيدكم منه؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلي ربهم)
فكيف لا تسأل الله إن يمتعك بالنظر إلي وجهه؟ وكيف لا تدعوا بما اثر عن النبي صلي الله عليه وسلم من دعاء:
(الهم أسألك نعيما لا ينفد ن وقرة عين لا تنقطع، ولذة النظر غلي وجهك الكريم).
12-الرضوان يمحوا الخوف والحزن
الخوف هو شعور يكون من شيء مستقبل، والحزن هو شعور نتيجة شيء مضي،فالإنسان في الدنيا يخاف علي رزقه ويخاف علي نفسه، ويخاف علي نفسه، ويخاف علي أهله، ويخاف من الظلم، ويخاف من المجهول، ويخاف من الموت، ويخاف من الفقر، ويخاف من....، وهو مع هذا يحزن علي ولد فقده، أو ضياع رزق، أو موت حبيب، أو عداوة قريب، أو حرمان ذرية، أو غير ذالك من البلايا.
وقد تكون هذه الأحوال إما عقوبة علي ذنب أو ابتلاء يرفه به الله درجات المؤمنين، هذا في الدنيا..أما في الآخرة..فلا عقوبات ولا ابتلاءات، بل رحمات ورضوان ينمحي به معني الخوف، فلا خوف في الجنة أو حزن.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل: هل تشتهون شيئا أزيدكم فيقولن: ربنا وما فوق ما أعطيتنا؟ فيقول: رضواني أكبر).
لطيفة
قال أحمد بن حرب: أحدنا يؤثر الظل علي الشمس فما بالنا لا نؤثر الجنة علي النار؟.
13-آخر الداخلين
ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن آخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يقول الله له: تمن،فيسأل ربه ويتمني، حتى إن الله كرما منه وفضلا يذكره بنعم يطلبها، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله عز وجل: ذلك لك ومثله معه.
قال عطاء بن يزيد (راوي الحديث عن أبي هريرة) وأبو سعيد مع أبي هريرة لا يرد من حديثه شيئا حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله عز وجل قال لذلك الرجل: ومثله معه.قال أبو سعيد وعشرة أمثاله معه ياأباهريرة.قال أبو سعيد: أشهد أني حفظت من رسول الله صلي الله عليه وسلم قوله ذلك لك وعشرة أمثاله)قال أبو هريرة:ذالك الرجل آخر أهل الجنة دخولا.
هنيئا لك يا سعيد
قال هشام بن يحي الكناني: غزونا الروم سنة ثمان وثلاثين وعلينا مسلمة بن عبد الملك، وكان معنا رجل يقال له: سعيد بن الحارث، ذو حظ من عبادة..يصوم النهار ويقوم الليل وما رايته في ليل ولا نهار إلا في حالة اجتهاد، فإن لم يكن وقت الصلاة أو كنا في سير لم يفتر لسانه عن ذكر الله ودراسة القرآن، فأدكني وإياه النوبة ذات ليلة في الحراسة ونحن محاصرون حصن الروم قد استصعب علينا أمره، فقلت له: نم قليلا، فإنك لا تدري ما يحدث من أمر العدو فإن حدث شيئا كنت نشيطا، فنام إلي جانب الخباء، وأقمت في موضعي احرس، فبينما أنا كذالك إذا سمعت سعيدا يتكلم ويضحك ثم مد يمده اليمني كأنه يأخذ شيئا ثم ردها بلطف وهو يضحك، ثم قال فالليلة، ثم وثب من نومه وثبة استيقظ لها، وجعل يهلل ويكبر ويحمد الله عز وجل فقلت له: خيرا يا أبا الوليد، إني قد رأيت منك الليلة عجبا فحدثني بما رأيت.قال: أو تعفيني؟ فذكرته حق الصحبة فقال: رأيت رجلين لم ير قط مثل صورتهما كمالا وحسنا، فقالا لي: يا سعيد..أبشر فقد غفر الله ذنبك وشكر سعيك وقبل عملك واستجاب دعاءك، فانطلق معنا حتى نريك ما أعد الله لك من النعيم.
فماذا رأي في الجنة
وظل سعيد يسرد ما رأى من القصور والحور العين حتى انتهي إلي سرير عليه واحدة من الحور العين كأنها اللؤلؤ المكنون فقالت له: قد طال انتظارنا إياك، فقلت لها: أين أنا؟ قالت: في جنة المأوي.قلت: ومن أنت؟ قالت: أنا زوجتك الخالدة.فمددت يدي لأمسها فردتها بلطف وقالت: أما اليوم فلا، إنك راجع إلي الدنيا، فقلت: ما أحب إن أرجع.فقالت: لابد من ذلك وستقيم ثلاثا ثم تفطر عندنا في الليلة الثالثة إن شاء الله، فقلت: فالليلة..الليلة.قالت: إنه كان أمرا مقضيا ثم نهضت عن مجلسها، فوثبت لقيامها فإذا أنا قد استيقظت.
قال هشام: فأحدث لله شكرا يا أخي، فقد أراك الله ثواب عملك، فقال: هل رأي أحد مثل ما رأيت؟ فقلت: لا.قال: أسألك الله إلا سترت علي مادمت حيا، فقلت: نعم، ثم انطلق سعيد..في النهار قتال مع صيام..وفي الليل قيام مع بكاء.. إلي إن حان الموعد وأقبلت الليلة الثالثة فلم يزل يقاتل العدو يصيبهم ولا يمسونه، وأنا أرعاه من بعيد لا استطيع الدنو منه، حتى إذا مالت الشمس للغروب تعمده رجل من فوق الحصن بسهم فوقع في نحره فخر صريعا وأنا انظر إليه فأقبلت إليه مسرعا وقلت له: هنيئا لك بما تفطر الليلة..يا ليت كنت معك..ياليتني كنت معك، فعض شفته السفلي، وأومأ إلي ببصره، وهو يضحك، يعني:اكتم أمري حتى أموت.
ثم قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده فوالله ما تكلم بشيء غيرها ثم مضي رحمه الله.قال: فصحت بأعلى صوتي: ياعباد الله...لمثل هذا فليعمل العاملون، وأخبرتهم بالخبر، فبات الناس يذكرون حديثه ويحرض بعضهم بعضا، ثم أصبحوا فنهضوا إلي الحصن بنيات صادقة وقلوب مشتاقة إلي لقاء الله، فما أضحي النهار حتى فتح الله الحصن ببركة هذا الرجل الصالح.
الجنة المشتاقة
في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم (إن الجنة لتشتاق إلي ثلاثة:علي وعمار وسليمان).
أهانت عليك الجنة
*حتى تري الجنيه الذي تنفقه في سبيل الله كبيرا في عينيك، ومبلغا تافها جدا عندما تأخذه إلي السوق..
*حتى تري الساعة التي تقضيها في طاعة الله طويلة مملة، لكن ما أسرعها حين تكون في مباراة كرة قدم أو مشاهدة فيلم السهرة.
*حتى تفرح عندما تعطي المباراة وقتا إضافيا، لكنك تشكوا وتتململ عندما تطول الجمعة عن وقتها المعتاد.حتي تزاحم للحصول علي المقعد الأمامي في أية لعة أو حفلة من الحفلات، بينما تزاحم علي الجلوس في الصف الأخير من المسجد وقت الصلاة
وأنت ما اشتقت بعد إلي الجنة
أخي
كم فرغت من وقتك حتى تطمع في جنته؟بالنهار طلب المعاش..بالليل..نوم الفراش، ملأت قلبك الضعيف بهم السنين والأيام، وهم الغلاء وهم الرخص، وهم العيال وأم العيال، وهم مؤونة الصيف قبل مجيء الصيف، وهم مؤونة الشتاء قبل قدوم الشتاء، فماذا أبقيت من هم قلبك للآخرة؟
جهزت البنات وزوجت البنين، وأنت..بماذا تجهزت للرحيل؟ بماذا تجهزت؟ بماذا؟
ذهب عرش بلقيس، وبلي جمال زليخة، وغرق ملك قارون، وبقي زهد مصعب، وعدل عمر، وتقوي أبي بكر، وفي الجنة يطيب اللقاء..أراكم هناك إن شاء الله.
وماذا بعد الكلام
كيف تدخل الجنة؟
*طاعة الزوج: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (انظري أين أنت منه، فغنما هو جنتك ونارك)
*إماطة الأذى عن الطريق
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (كان علي الطريق غصن شجرة يؤذي الناس، فأماطها رجل فأدخل الجنة)
*سؤالك الجنة ثلاثا
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ما سأل رجل مسلم الجنة الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة: اللهم ادخله الجنة)
*حفظ اللسان والفرج:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (من يضمن لي مابين لحييه ومابين رجليه أضمن له الجنة).
*صلاة الفجر والعصر:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (من صلي البردين دخل الجنة).
*طاعة الأم:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إلزم رجلها فثم الجنة)
*ترك المراء والكذب وحسن الخلق:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ك (أنا زعيم بيت في ربض –أسفل –الجنة لمن ترك المراء –الجدل- ولو كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ولو كان مازحا، وبيت في اعلي الجنة لمن حسن خلقه).
مختارات