من دعابات العلماء
من دعابات العلماء
ركب أحد طلبة العلم مع الشيخ الألباني – رحمه الله – في سيارته، وكان الشيخ يسرع في السير، فقال له هذا الطالب: خفف – يا شيخ -، فإن الشيخ ابن باز يرى أن التجاوز في السرعة إلقاء بالنفس إلى التهلكة، فقال الألباني – رحمه الله -: هذه فتوى من لم يجرب فن القيادة، فقال الطالب: هل أخبر الشيخ ابن باز؟
قال: أخبره فلما حدث الشيخ ابن باز – رحمه الله – بما قاله الألباني – رحمه الله – ضحك وقال: قل له: هذه فتوى من لم يجرب دفع الديات. ترجمة السدحان للشيخ ابن باز – رحمه الله - عن مجلة الفقه في الدين، العدد الأول (ص51).
والصواب هو ما ذهب إليه الشيخ ابن باز ؛ لما في السرعة من المخاطرة بالنفس والمال.
ذاك مثل هذا
قال رجل لإياس بن معاوية: لو أكلت التمر تضربني؟ قال: لا، قال: لو شربت التمر (النبيذ) أخلاط منها، فكيف يكون حراما؟! قال إياس: لو رميتك بالتراب أيوجع؟ قال: لا، قال: لو صببت عليك قدرا من الماء، أينكسر عضو منك؟ قال: لا، قال: لو صنعت من الماء والتراب طوبا فجف في الشمس، فضربت به رأسك، كيف يكون؟ قال: ينكسر الرأس، قال إياس: ذاك مثل هذا !. " وفيات الأعيان " (1/247).
الحمامة والشيخ
كان الفخر الرازي – رحمه الله – يدرس التفسير في ساحة المسجد صيفا، إذ بخاطف من الطيور يلحق حمامة، يريد أن يفترسها، فلجأت إلى كتف الإمام، والناس ينظرون، فرجع الخاطف خائبا، وكان بين الحاضرين الشاعر أبو المحاسن محمد بن نصر الدين المعروف بابن عنين الدمشقي، فاستأذن الإمام الرازي في أبيات من الشعر، فأذن له، فقال:
جاءت سليمـان الزمــــان حمـــامــة والموت يلمع من جناحي خاطف
قرم لواه الجوع، حتى ظله بإزائــه دوما بـقـلــب واجــف
من نبـــأ الورقــاء أن محـلـكــم حرم، وأنــك ملجــأ للخائــف؟! " البداية والنهاية " (13/160).
القرم: الذي اشتدت شهوته إلى أكل اللحم.
لواه: فتله.
الورقاء: الحمامة التي في لونها بياض إلى سواد، والجمع وُرْقٌ.
إجابة النداء
قال الساجي: كان الإمام البويطي – رحمه الله – وهو في السجن يغتسل كل جمعة، ويتطيب ويغسل ثيابه، ثم يخرج إلى باب السجن، إذا سمع النداء ؛ فيرده السجان، ويقول له: السجن ارجع رحمك الله ! فيقول: اللهم، إني أجبت داعيك فمنعوني. " طبقات الشافعية " (2/165) بإفادة كتاب من بطون الكتب لجامعه يوسف العتيق (155).
مختارات