أهل الحديث هم أهل الحق
أهل الحديث هم أهل الحق:
قال الإمام أبو المظفر السمعاني – رحمه الله -:
" ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم، وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها، ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد، ونقلهم واحد، لا ترى بينهم اختلافا، ولا تفرقا في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم، ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟! قال الله – سبحانه وتعالى -: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}النساء82، وقال الله – سبحانه وتعالى -: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}آل عمران103. وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع، رأيتهم متفرقين مختلفين أو شيعا وأحزابا بل لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد، يبدع بعضهم بعضا، بل يرتقون إلى التكفير، يكفر الابن أباه، والرجل أخاه، والجار جاره، تراهم أبدا في تنازع وتباغض واختلاف، تنقضي أعمارهم ولم تتفق كلماتهم: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }الحشر14.
" الحجة لقوام السنة " لأبي المظفر السمعاني (2/225).
الكفاية المطلقة في الإتباع المطلق:
قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الأنفال 64.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
" أي: حسبك وحسب من اتبعك، فكل من اتبع الرسول من جميع المؤمنين فالله حسبه، وهذا معنى كون الله معه، والكفاية المطلقة مع الاتباع المطلق، والناقصة مع الناقص، وإن كان بعض المؤمنين به المتبعين له قد حصل له من يعاديه على ذلك فالله حسبه ".
أهل الحديث أقوى الناس حجة:
قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -:
" إن ناسا يجادلونكم بشبه القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله ".
" منهج السنة " (8/487-488).
رواه الآجري في الشريعة (ص48).
لا عيب على من أظهر مذهب السلف:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
" لا عيب على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا ".
احذر التسمية بغير الإسلام والسنة:
قال مالك بن مغول – رحمه الله -:
" إذا تسمى الرجل بغير الإسلام والسنة، فألحقه بأي دين شئت ".
الاعتصام بالسنة نجاة:
قال الزهري – رحمه الله -:
" كان من مضى من علمائنا يقول: الاعتصام بالسنة نجاة ".
" مجموع الفتاوى " (4/149).
" الشرح والإبانة " لابن بطة (ص137).
" شرح أصول الاعتقاد للالكائي " (1/94)، وأخرجه الدرامي في " السنن " (1/45).
السنة كسفينة نوح:
قال الإمام مالك – رحمه الله -:
" السنة كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق ".
العبادة مبناها على الاتباع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
" باب العبادات والديانات والتقربات عن الله ورسوله فليس لأحد أن يجعل شيئا عبادة أو قربة إلا بدليل شرعي ".
" مجموع الفتاوى " (4/57).
" مجموع الفتاوى " (31/35).
ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم !:
عن نافع، أن رجلا عطس إلى جنب ابن عمر – رضي الله عنهما – فقال: " الحمد لله والسلام على رسوله " فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول: " الحمد لله على كل حال ".
ما أسرع هلكتكم !:
مر عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – في المسجد على قوم جالسين حلقا، يكبرون، ويهللون، ويسبحون على صفة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال لهم – منكرا عليهم -: " عدوا سيئاتكم فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء ! ويحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحبة نبيكم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملة أهدى من ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو فافتتحوا باب ضلالة ".
رواه الترمذي (2738)، والحاكم (4/265)، والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (20)، والمزي في " تهذيب الكمال " (6/553)، بسند جيد.
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ".
قال: " كم من مريد للخير لم يصبه ! ".
يعذبكم على خلاف السنة:
عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه فقال: " يا أبا محمد، يعذبني الله على الصلاة؟! "
قال: " لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة ".
مختارات