العلم حياة القلوب
المقصود من أصول الفقه:
قال شيخ الإسلام – رحمه الله -:
" المقصود من أصول الفقه أن يفقه مراد الله ورسوله بالكتاب والسنة ".
العلم حياة القلوب:
قال ابن القيم – رحمه الله -:
" قال بعض العارفين: أليس المريض إذا منع الطعام، والشراب والدواء يموت؟ قالوا: بلى. قال: فكذلك القلب إذا منع عنه العلم والحكمة ثلاثة أيام يموت ".
وصدق ؛ فإن العلم طعام القلب وهو ميت، ولكن لا يشعر بموته، كما أن السكران الذي قد زال عقله والخائف الذي قد انتهى خوفه إلى غايته، والمحب المفكر، قد بطل إحساسهم بألم الجراحات في تلك الحال، فإذا صحوا وعادوا إلى حال الاعتدال أدركوا آلامها ".
" مجموع الفتاوى " (20/497).
" من درر ابن القيم " إعداد الحلبي (ص145).
نصيحة من الشافعي لطالب العلم:
قال الشافعي – رحمه الله -:
" لا يطلب هذا العلم بالملك وعزة النفس فيفلح، لكن من طلبه بذلة النفس، وضيق العيش، وخدمة العلم وتواضع النفس أفلح ".
أهمية الكتاب:
قال أحد الحكماء:
" لو خيرت في أن أكون أكبر ملك في الأرض، ولي جميل القصور، والبساتين، والمشارب وثمين العجلات وفاخر الثياب، ومئات الخدم، واشُترط في ذلك ألا يكون عندي كتاب، لرفضت ذلك الملك بغير مطالعة، وقبلت أن أكون فقيراً في كوخ، ومعي كثير من الكتب ".
" الآداب الشرعية " لابن مفلح (2/27).
" جوامع الآداب " للقاسمي (ص122).
الكتاب خير جليس:
عُوتب بعض الأدباء على لزومه منزله، وتركه محادثة الرجال، فأجاب بجواب مدح فيه كتبه، فقال:
لنــا جلســـاء مـا نـمـل حديـثـهـم ألبـــاء مأمونــون غيبـا ومشـهــدا
يفيدونـنـا من رأيهـم علـم من مضى وعقـلا، وتأديبـا، ورأيــا مسـددا
بلا مؤنة نخشى، ولا سـوء عشـرة ولا تتـقــي منهـم لسانــا ولا يـــدا
فإن قلتُ: هم موتى فلست بكـاذب وإن قلــتُ: أحيـــاء فلسـت مفنـدا
يفكــر قلبــي دائـبـا في حـديـثـهـم كان فـؤادي ضافه سـم أســـودا
ضافه: نزل عليه ضيفا.
" تقييد العلم " (ص143).
احذر القراءة العشوائية للكتب:
قال ابن جماعة:
" وكذلك يحذر في ابتداء طلبه من النظر في تفاريق المصنفات ؛ فإنه يضيع زمانه، ويفرق ذهنه، بل يعطي الكتاب الذي يقرؤه – أو الفن الذي يأخذه – كليته، حتى يتقنه ".
قلت: لله ما أعظم كلام السلف، فإنه قليل الجُمل جم الفائدة، فإن هذا مجرب مشاهد، فالقراءة المبعثرة بلا ضابط لا تُخرج عالماً مستفيداً، بل لا تُخرج إلا مثقفا.
" تذكرة السامع والمتكلم ".
الفرق بين العالم والمثقف هو:
أن العالم هو: الذي يعرف كل شيء عن شيء معين.
وأما المثقف بالعكس: فهو الذي يعرف شيئا عن كل شيء.
ومتى أعطي طالب العلم الفن الذي يأخذه كليته حتى يتقنه – وهكذا في كل فن – صار عالماً، ما من ذلك بُدٌّ.
إعارة الكتب:
قال خميس الجوزي – رحمه الله -:
كتبي لأهــل العلم مبذولة أيديهـم مثــل يــدي فيهــا
متى أرادوها بـــلا مـنــة عــاريـــة فليستعـيــروهــا
حاشاي أن أكتمها عنهمو بخــلاً كما غيــري يُخفيها
أعـارنـا أشياخنـا كتبهـم وسنة الأشيـــاخ نحيـيـهــا
احرص على اختيار أحسن الكتب:
قال الخطيب البغدادي – رحمه الله -:
" ينبغي لمتحفظ ما يقرأه أن يصرف عنايته إلى إتقان ما يسأل عنه، إن كان ممن ينتصب للسؤال "، ثم ساق بسنده إلى ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: " العلم كثير، ولن تعيه قلوبكم، ولكن ابتغوا أحسنه، ألم تسمع قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}الزمر18 ".
" الذيل في طبقات الحنابلة " (1/436).
" تقيد العلم " (ص141).
احرص على شراء الكتب المحققة ذات الطبعة الجيدة:
قال الإمام الذهبي – رحمه الله -:
" من الأمور التي يُشغف بها المحدَّث تحصيل النسخ المليحة ".
احذر الكتب الزائفة:
قال ابن سيرين – رحمه الله -:
" إن هذا العلم دينٌ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ".
احرص على إتلاف وإحراق الكتب الزائفة:
من اللطائف ما جاء في وفاة الصنعاني المتوفى (1122) قالوا: أصيب – رحمه الله – بالإسهال، فطلب له أهله العلاج، إلا أنه لم يُفده شيئا، فجيء بكتابين: الأول: الإنسان الكامل للجيلي.
" تذكرة الحُفاظ " (1/205).
كتب حذر منها العلماء لمشهور بن حسن، وننصح باقتنائه للاستفادة منه، فهو بحق قاموس في معرفة الكتب الزائفة للحذر والتحذير منه.
والثاني: المضنون به على أهله للغزالي وقد قال عنه الصنعاني: " ولا أظنه من مؤلفاته وإنما هو مكذوب عليه " وقال: " ثم طالعت الكتابين، فوجدت فيهما كفراً صريحاً ؛ فأمرت بإحراقهما، وأن يطبخ على نارهما خبزُ لي " فأكل - رحمه الله – ذلك الخبز بنية الشفاء، فما شكا بعد ذلك الأكل مرضاً.
احرص على تقييد الفوائد:
قال الخليل بن أحمد – رحمه الله -:
" ما سمعت شيئا إلا كتبته، ولا كتبت شيئا إلا حفظته، ولا حفظت شيئا إلا انتفعت به ".
وأنشد أبو سعد داود بن الهيثم لنفسه، وكتبها بخطه على ظهر دفتر، جمع فيه أخباراً وأشعاراً:
نُتفٌ من طرائف الأخبار وشـذور المقطـعـات القصـار
نزهة للقلوب فيها رياض زينتها بدائـــع الأشـعـــار
" تذكرة الحُفاظ " (1/205).
" تقييد العلم " (ص114-115).
" تقييد العلم " (ص134).
المقصود بالتأليف:
قال المقري – رحمه الله -:
المقصود بالتأليف سبعة:
1- شيء لم يسبق إليه فيؤلف.
2- أو شيء ألفَ ناقصا فيكمل.
3- أو خطأ فيصحح. 4- أو مُشكل فيشرح.
5- أو مطول فيختصر. 6- أو مفرق فيجمع.
7- أو منثور فيرتب.
وقد نظمها بعضهم فقال:
ألا فاعـلمـن أن التأليــف سبـعـة لكــل لبيب في النصيـحـة خـالــص
فشرحٌ لإغلاق، وتصحيح مخطئ وإبــــداع حبــر مقدم غيــر ناكـص
وترتيب منثور، وجـمـع مفـرق وتقصيــر تطويــل، وتتميـم ناقــص
" أزهار الرياض " للمقري (3/34-35).
ينبغي الاستكثار من الكتب:
قال بعض أهل العلم:
" ينبغي للمرء أن يدخر أنواع العلوم، وإن لم تكن له بمعلوم، وأن يستكثر منها، ولا يعتقد الغنى عنها ؛ فإنه إن استغنى عنها في حال، احتاج إليها في حال، وإن سئمها في وقت، ارتاح إليها في وقت، وإن شُغل عنها في يوم، فرغ لها في يوم، وألا يسرع ولا يعجل ؛ فيندم ويوْجَل، فربما عجل المرء على نفسه بإخراج كتاب عن يده، ثم رماه فتعذر عليه مرامه، وابتغى إليه وصولاً فلم يجد إليه سبيلا فأتعبه ذلك وأنصبه وأقلقه طويلا وأرقه.
كالذي حُكي عن بعض العلماء قال: بعتُ في بعض الأيام كتاباً، ظننت أني لا أحتاج إليه فلما كان ذات يوم هجس في صدري شيء كان في ذلك الكتاب، فطلبته في جميع كتبي فلم أجده، فاعتمدت أن أسأل عنه عالما عند الصباح، فما زلت قائما على رجلي إلى الصباح، قيل: فهلا قعدت، قال: لطول أرقي وشدة قلقي ".
" تقيد العلم " للخطيب البغدادي (ص136)
مختارات