بعض فوائد العلم
بعض فوائد العلم
قال الشيخ ابن سمحان – رحمه الله -:
تعلــم ففي العلــم الشـريــف فـوائــد يحن لها الـقلـب السلـيـم المُـوفـــقُ
فـمـنـهـن: رضــوانُ الإلــه وجـنــةٌ وفــــوزٌ وعـــزٌ دائـــمٌ مـُتـحــقـــقُ
وعن زمرة الجُهال – إن كنت صادقاً بعلمك – تنجو – يا أخي – وتسمقُ
فكـن طالبــاً للعلم إن كنـت حـازمــاً وإيـــاك أن رمــت الهـدى تتفـــوقُ
ففي العلم ما تهـواه من كـل مـطـلـبٍ وطـالبـه بالنـــور والحــق يـشـــرقُ
وإن رمـت مـالا كـان العـلـم كـسـبـهُ ففـز بالرضــا، واختـر لمـا هـو أوفقُ
وأحـسـن في الـداريـن عقبـى ورفـعـةً فـبــــادر، فإنـي صــادق ومـصــدقُ
وفي الجـهـل قبـل الموت مـوتٌ لأهلـهِ ويــــوم اللقــا نــار تلظى وتحـــرقُ
" شرح الثلاثة الأصول لعبد الله اليحيا " (ص12).
حاجة الناس إلى العلم
قال الإمام أحمد – رحمه الله -:
" الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثاً والعلم يحتاج إليه في كل وقت ".
العلم يُورث صاحبهُ سرعة البديهة، وقوة الحجة:
أرسل أحد الأمراء المسلمين رسولاً إلى الروم، ليناظرهم، فذهب الرسول إلى ملك الروم، وجرت له أمور: فمنها أن الملك أدخله عليه من باب خَوخه، ليدخل راكعاً للملك، ففطن لها، ودخل بظهره ! ومنها أنه قال لراهبهم: كيف الأهل والأولاد؟
فقال له الملك: أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا؟!
فقال: تنزهونه عن هذا، ولا تنزهون الله عن الصحبة والولد !
وقيل: إن طاغية الروم سأله: كيف جرى لعائشة – وقصد توبيخه -؟!
فقال: كما جرى لمريم، فبرأ الله المرأتين، ولم تأت عائشة بولد.
فأفحمه فلم يدر جواباً.
" إعلام الموقعين " (2/56).
" تاريخ الإسلام " للذهبي وفيات (401-402) (ص89).
في توقف طالب العلم عما لا يعلم فوائد كثيرة:
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله -:
" ومن أعظم ما يجب على المعلمين أن يقولوا لما لا يعلمونه: الله أعلم، وليس هذا بناقص لأقدارهم، بل هذا مما يزيد قدرهم، ويستدل به على كمال دينهم، وتحريهم للصواب، وفي توقفه عما لا يعلم فوائد كثيرة:
منها: أن هذا هو الجواب عليه.
ومنها: أنه إذا توقف وقال: الله أعلم، فما أسرع ما يأتيه علم ذلك من مراجعته، أو مراجعة غيره ؛ فإن المتعلم إذا رأى مُعلمه قد توقف، جد واجتهد في تحصيل علمها، وإتحاف المعلم بها، فما أحسن هذا الأثر !
ومنها: إذا توقف عما لا يعرف، كان دليلاً على ثقته وأمانته وإتقانه فيما يجزم به من المسائل، كما أن من عرف منه الإقدام على الكلام فيما لا يعلم ؛ كان ذلك داعيا للريب في كل ما يتكلم به، حتى في الأمور الواضحة.
ومنها: أن المعلم إذا رأى منه المتعلمون التوقف فيما لا يعلم، كان ذلك تعليما لهم وإرشادا لهذه الطريقة الحسنة، والاقتداء بالأقوال والأعمال أبلغ من الاقتداء بالأقوال ".
" الفتاوى السعدية " (ص628-629).
الحفظ يأتي بالممارسة:
قال الإمام أبو هلال العسكري – رحمه الله – عن نفسه:
" كان الحفظ يتعذر علي حين ابتدأت أرومه، ثم عودت نفسي، إلى أن حفظت قصيدة رؤبة: (وقاتم الأعماق خاوي المخترقن) في ليلة، وهي قريب مائتي بيت ".
أجود مكان للحفظ:
قال ابن جماعة – رحمه الله -:
" وأجود أماكن الحفظ الغرف، وكل موضع بعيد عن الملهيات، وليس بمحمود الحفظ بحضرة النبات والخضرة والأنهار، وقوارع الطرق، وضجيج الأصوات، لأنها تمنع من خلو القلب غالباً ".
" الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه " لأبي هلال العسكري (ص71).
" تذكرة السامع والمتكلم " (ص72).
تنظيم أوقات العلم:
قال ابن جماعة – رحمه الله -:
" أجود الأوقات للحفظ: الأسحار، وللبحث: الأبكار، وللكتابة: النهار، وللمطالعة والمذاكرة: الليل ".
بركة السَّحَر:
قال إسماعيل بن أبي أويس – رحمه الله -:
" إذا هممت أن تحفظ شيئا فنم، ثم قم عند السحر، فأسرج وانظر فيه، فإنك لا تنساه بعد إن شاء الله ".
وقال بعضهم: " إذا كان وجه السحر، فاقرع علي بابي، تعرف موضع رأيي ".
" تذكرة السامع والمتكلم " (ص72).
" الجامع لأخلاق الراوي " (2/321).
" أساس البلاغة " للزمخشري (ص502).
مختارات