(( الغَنِيُّ )) جل جلاله وتقدست أسماؤه
(( الغَنِيُّ )) جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
الغنىُّ في كلام العرب الذي ليس بمحتاج إلى غيره ، وكذلك اللَّه ليس بمحتاج إلى أحدٍ جلَّ وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا ، كما قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }([1]) [ العنكبوت : 6 ] .
وقال الراغب الأصفهاني : الغِنَى يقال على ضُروب :
أحدها : عدم الحاجات ، وليس ذلك إلا لله تعالى وهو المذكور في قوله : { إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ الحج : 64 ] .
الثاني : قلة الحاجات ؛ وهو المشار إليه بقوله : { وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } [ الضحى : 8 ] .
الثالث : كثرة القنيات ؛ كما جاء في قوله : { مَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ } [ النساء : 6 ] .
الرابع : وقد يعني عدم الاحتياج إلى ما عند الناس فلا يفتقر إليهم فيتعفف عما عندهم ، كما قال تعالى : { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ } [ البقرة : 273 ] .
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ))([2]) .
وكما قال الشاعر :
العيش لا عيش إلا ما قنعت به |
| قد يَكْثُرُ المالُ والإنسانُ مُفْتَقِر |
الخامس : قد يعني (( الكفاية )) يقال : أغناني كذا ، وأغنى عنه كذا إذا كفاه ، كما في قوله تعالى : { مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ } [ الحاقة : 28 ] ، وكما قال تعالى : { لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا } [ آل عمران : 10] .
وقيل : (( تَغَنَّى )) بمعنى استغنى ، وحُمِل قوله صلى الله عليه وسلم : (( ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن ))([3]) على ذلك([4]) .
الدليل الشرعي :
ورد الاسم في ثمان عشرة آية من كتاب الله ؛ منها قوله تعالى : { وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } [ الأنعام : 133 ] . وقوله : { إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ إبراهيم : 8 ] . وقوله تعالى : { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [ النمل : 40 ] . وقوله : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ فاطر : 15 ] .
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال ابن كثير : { وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } [ الأنعام : 133 ] . (( وربك يا محمد )) الغنيُّ : أي عن جميع خلقه من جميع الوجوه وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم([5]) .
وقال أيضًا : (( غَنِيٌ عمَّا سواه وكلُ شيءٍ فقير إليه ))([6]) .
وقال ابن جرير في قوله : { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ البقرة : 267 ] ، واعلموا أيها الناس أن اللَّه عز وجل غنيُّ عن صدقاتكم وعن غيرها ، وإنما أمركم بها وفَرَضَها في أموالكم رحمةً منه لكم ليُغْنِي بها عَائِلكم ويقوي بها ضعيفكم ويجزل لكم عليها في الآخرة مثوبتكم لا من حاجة به فيها إليكم([7]) .
وقال الزجاج : وهو (( الغَنِيُ )) المُسْتَغْنِي عن الخلق بقدرته وعز سلطانه والخلق فقراء إلى تَطَوُّلِهِ وإحسانه ، كما قال تعالى : { وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ } [ محمد : 38 ]([8]) .
وقال الزجاجي : الغنى في كلام العرب : الذي ليس بمحتاج إلى غيره ، وكذلك الله ليس بمحتاج إلى أحد ، جلّ وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا ، كما قال : { إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [ العنكبوت : 6 ] .
فاللَّه عز وجل ليس بمحتاج إلى أحد فيما خلق ويخلق ودبَّر ويُدبِّر ويُعْطِي ويَرْزُق ويَقْضِي ويُمْضِى ، لا رادَّ لأمْرِه وهو على ما يَشاءُ قدير([9]) .
وقال الخطابيُّ : (( الغَنِىُ )) هو الذي استغنى عن الخلق وعن نصرتهم وتأييدهم لملكه ، فليست به حاجة إليهم ، وهم إليه فقراء محتاجون ، كما وصف نفسه تعالى فقال عزَّ من قائل : { وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ } [ محمد : 38 ] .
قال ابن القيم رحمه اللَّه :
وهو الغني بذاته فغناه ذا |
| تىُّ له كالجود والإحسان |
من آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم
أولاً : لا يوصف بالغنى المطلق إلا الله :
فإن اللَّه غني بذاته عن كل ما سواه . قال البيهقي : الغَني هو الذي لا تَعَلُّقَ له بغيره لا في ذاته ولا في صفات ذاته ، بل يكون مُنزَّهًا عن العلاقة مع الأغيار([10]) ، ومن علامات ذلك الغنى :
1- أن اللَّه عز وجل (( غني عن الطعام والشراب )) - كما قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات : 56- 58 ] .
2- (( وهو غني عن الزوجة والولد )) ، وهذا يعني الوحدانية المطلقة ليس كما يَسُبُّه الكفارُ أصحاب عقيدة التثليث فإن الحاجة إلى الزوجة والولد ضعف وافتقار ، تعالى اللَّهُ عن ذلك علوًا كبيرًا .
قال تعالى : { قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } [ يونس : 68 ].
3- (( غني عن خلقه )) ، فما خلق اللهُ الخلقَ ليستأنس بهم من وحشة ، ولا ليستكثر بهم من قلة ، ولا لينصروه على عَدُوٍ ، ولكن خلقهم ليذكروه كثيرًا ويعبدوه طويلاً ويسبحوه بكرة وأصيلاً . قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } .
فإن اللَّه جل جلاله غنيُّ عن العلائق والروابط والصلات ، فصِلاَتُه بخلقه صِلاَتُ ربٍ رزَّاق لعباد محتاجين وصلته بهم صلة عطاء وتفضل بعد خلق وإيجاد ، أما صلة الخلق به سبحانه صلة أخذٍ من رزقه وانتفاع بما عنده ، فالعبد يدعو والله يجيب ، والخلق يحتاجون والزراق يعطيهم ، والعباد يفتقرون والغنيُّ يغنيهم ، وإذا قدَّموا شيئًا من أموالهم فإنما هم الذين ينتفعون به ويجازيهم بأضعاف ما عملوا ويزيدهم من فضله ، وانظر إلى أجمل حديث يعبِّر عن هذا المعنى ، قال اللَّه تعالى في الحديث القدسي : (( ... يا عبادي ، كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي ، كلكم جائعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نَقُصَ ذلك من ملكي شيئًا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ))([11]) .
4- (( وغني عن عبادة خلقِه )) .
فهو غني عن إيمانهم ؛ قال تعالى : { إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ إبراهيم : 8 ] .
وغنيُّ عن شكرهم ؛ قال تعالى : { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [ النمل : 40 ] .
(( وغني عن جهادهم )) ؛ قال تعالى : { وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [ العنكبوت : 6 ] .
ثانيًا : أنتم الفقراء إلى الله :
فالرب سبحانه غنيُّ بذاته ، والعبد فقير بذاته ، محتاج إلى ربه ، لا غنى له عنه ، ولو طرفة عين .
قال ابن القيم رحمه اللَّه : (( إن اللَّه هو الغني المطلق ، والخلق فقراء محتاجون إليه ، قال سبحانه : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ فاطر : 15 ] ، بَيَّن سبحانه في هذه الآية أن فقر العباد إليه أمرٌ ذاتيٌ لهم لا ينفك عنهم ، كما أن كونه غنيًا حميدًا ذاتي له ، فغناه وحمده ثابتٌ له لذاته ، لا لأمرٍ أوجبه ، وفقر من سواه إليه ثابت لذاته لا لأمر أوجبه ، فلا يُعلَّل هذا الفقر بحدوث ولا إمكان ، بل هو ذاتي للفقير ، فحاجة العبد إلى ربه لذاته لا لعلة أوجبت تلك الحاجة ، كما أن غنى الرب سبحانه لذاته لا لأمر أوجب غناه .
فالخلق فقير محتاج إلى ربه بالذات لا بعلة ، وكل ما يُذكر ، ويُقدر من أسباب الفقر والحاجة فهي أدلة على الفقر والحاجة لا عِلَلٌ لذلك ، إذ ما بالذات لا يُعلل ، فالفقير بذاته محتاج إلى الغني بذاته .
وفقر العالم إلى اللَّه سبحانه أمر ذاتي لا يُعلَّلَ فهو فقير بذاته إلى ربه الغني بذاته .
فيستحيل أن يكون العبد إلا فقيرًا ، ويستحيل أن يكون الرب سبحانه إلا غنيًا ، كما أنه يستحيل أن يكون العبدُ إلا عبدًا ، والربُّ إلا ربًا .
ثالثًا : فقر العباد إلى ربهم فقران :
مما سبق عُرف أن فقر العباد إلى ربهم فقران :
الأول : فقرٌ اضطراري ، وهو فقرٌ عام لا خروج لبرٍ ولا فاجرٍ عنه ، وهذا الفقر لا يقتضي مدحًا ولا ذمًّا ، ولا ثوابًا ولا عقابًا ، بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقًا ، ومصنوعًا .
الفقر الثاني : فقر اختياري ، وهو فقر الخشية والطاعة وذلة العبودية . وهو نتيجة علمين شريفين ؛ أحدهما : معرفة العبد لربه ، والثاني : معرفته بنفسه ، فمتى حصلت له هاتان المعرفتان أنتجتا فقرًا هو عين غناه وعنوان فلاحه وسعادته ، وتفاوت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين ، فمن عرف ربه بالغنى المطلق ، عرف نفسه بالفقر المطلق ، ومن عرف ربه بالقدرة التامة ، عرف نفسه بالعجز التام ، ومن عرف ربه بالعِزِّ التام ، عرف نفسه بالمسكنة التامة ، ومن عرف ربه بالعلم التام والحكمة التامة ، عرف نفسه بالجهل .
فإن اللَّه تعالى قد أخرج العبد من بطن أمه ضعيفًا مسكينًا ، جاهلاً ، كما قال تعالى : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا } . وسخر اللَّه له ما في البر والبحر مما يصلحه ويعينه على أمر دينه ودنياه ، فلما شعر بأن له قدرة على السعي ، واستطاعة على التدبير ظن المسكين أن له نصيبًا من الملك، وادَّعى لنفسه مُلكًا مع الله سبحانه ، ورأى نفسه بغير هذا الضعف الأول الذي كان عليه ، ونسي ما كان فيه من حالة الإعدام والفقر والحاجة ؛ حتى كأنه لم يكن هو ذلك الفقير المحتاج ، بل كأن ذلك شخصًا غيره .
كما روى الإمام أحمد في مسنده من حديث بسر بن جحاش القرشي أن النبي صلى الله عليه وسلم بزق يومًا في كفه ، فوضع عليها إصبعه ، ثم قال : (( قال اللَّه : ابن آدمَ ، أنَّى تُعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سَوَّيْتُك وعدَلْتُك مشيْتَ بين بردين وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قُلت : أتصدَّق ، وأنى أوان التصدق ))([12]) .
ومن هنا خَذَل من خذل ، ووفَّق من وفق ، فحجب المخذولَ عن حقيقته ونسي نفسه ، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه ، فطغى وعتا فحقَّتْ عليه الشِقْوَةُ ، قال تعالى : { كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } [ العلق : 6، 7 ] ، وقال تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } [ الليل 5 - 10 ] .
فأكمل الخلق أكملهم عبودية ، وأعظمهم شهودًا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه وعدم استغنائه عنه طرفة عين .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس افتقارًا إلى ربه ، وكان من دعائه : (( اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت ))([13]) .
وقد كان يعلم أن قلبه الذي بين جنبيه بيد الرحمن عز وجل لا يملك منه شيئًا ، وأن اللَّه سبحانه يصرفه كما يشاء ، وكان يدعو : (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))([14]) . ولما عُرض عليه المُـلْكُ والعبودية اختار أن يكون فقيرًا لربه ، وعبدًا لمولاه .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عائشة ، لو شئت لسارت معي جبال الذهب ، جائني ملك إن حُجْزته لتُساوي الكعبة ، فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن شِئتَ نبيًّا عبدًا ، وإن شئت نبيًّا ملِكًا ؟ فنظرت إلى جبريل عليه السلام ، فأشار إليَّ أن ضع نفسك ، قال : فقلت : نبيًّا عبدًا )) . قالت : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئًا يقول : (( آكل كما يأكلُ العبدُ، وأجلسُ كما يجلسُ العبدُ ))([15]) .
فأصبح بهذا النوع من الافتقار سيد ولد آدم ، وصاحب لواء الحمد ، وأول من تفتح له الجنة ، وصاحب المقام المحمود ، وأُسري به في السماوات السبع ؛ لأنه كان كامل العبودية ، وكامل الافتقار لربه ، قال تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى } [ الإسراء : 1 ] . واستحق أن يُغْفَر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ففي حديث الشفاعة : (( إن المسيح يقول لهم : ائتوا محمدًا عبدًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ))([16]) .
* * *
رابعًا : ليس كمثله شيءٌ في غناه :
وهذا من وجوه :
الأول : كثرة ما عند اللَّه :
قال تعالى : { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ المائدة : 120 ] .
قال ابن كثير في هذه الآية : (( أي هو الخالق للأشياء المالك لها المُتَصرِّف فيها القادر عليها ، فالجميع ملكه وتحت قهره ، وقدرته وفي مشيئته ، فلا نظير له ولا وزير ، ولا عديل ولا والد ، ولا ولد ، ولا صاحبة ، ولا إله غيره ولا رب سواه ))([17]) .
الثاني : غناه دائم :
فما من مخلوق أصبح غنيًّا إلا بعد فقر أو تكون عاقبتُه إلى فقر أو يفني المال وصاحبه ، أما اللَّه جل جلاله فغناه دائم لا يفنى أبدًا ، قال تعالى : { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96 ] ، وقال تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ } [ الرحمن : 26، 27 ] .
الثالث غناه ذاتيُّ :
أي أن غنى اللَّه في ذاته وليس فيما يراه الناس من الملك في السماوات والأرض ، فإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له : كن فيكون ، ولكن غنى الخلق إنما يكون بما يمتلكون من ثروات وأموال ، فكل من وُصِف بالغنى من الخلق فإنما يحتاج إلى ما يملك ، أما اللَّه جل جلاله فإنما يحتاج كل ملكه وكل خلقه إليه ، فلا يحتاج اللَّه إلى العرش ولا حملته ولا الكرسي وعظمته ، ولا يحتاج إلى ميكائيل ليرزق الخلق ، ولا إلى جبريل لتبليغ رسالته ، بل كل هؤلاء وغيرهم من خلق الله يحتاجون إليه من كل الوجوه وهو غني عنهم من كل الوجوه .
الرابع : غناه مطلق :
فإن الخلق يحتاجون إلى ما تقوم به أبدانهم وأرواحهم ، وهذا يجعلهم فقراء إلى رزق اللَّه من كل الوجوه ، فإنهم فقراء إلى الطعام وإلى الشراب ، والنفس والروح والسعادة والزوجة والولد ، والسمع والبصر .. هذا فقرٌ مطلق إلى اللَّه الذي بيده هذه النعم وغيرها مما لا غنى عنه للخلق ، أما اللَّه جلَّ جلاله فإنه غنيّ عن ذلك كله ، بل وعن كل ما سواه ، تبارك وتعالى ، لذلك فإن غنى اللَّه غنى مطلق ، وكل العباد فقرهم إلى اللَّه فقر مطلق .
* * *
خامسًا : وأنه هو أغنى وأقنى
من أسباب الغنى
قال تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران : 26 ] . فإن الغنى والعطاء بيد من له ملك الأرض والسماء ، فلا يَغْتَني أحدٌ إلا بإذنه ، ولا يُرزق أحدٌ إلا من عطائِه ، وقد جعل اللَّه لرزقه أسبابًا يُغنى بها من أراد من عباده ، فمن هذه الأسباب :
1- المتفرغ للعبادة :
قال تعالى في الحديث القدسي : (( يا ابن آدم ، تفرغ لعبادتي أملء صدرك غنىً ، وأسد فقرك، وإلاَّ تفعل ملأتُ صدرك شغلاً ولم أسد فقرك ))([18]) . وفي رواية قال : (( يا ابن آدم ، تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنًى وأملأ يديك رزقًا ، يا ابن آدم ، لا تباعد منِّي فاملأ قلبك فقرًا وأملأ يديك شغلاً ))([19]) .
2- من نزلت به فاقة فأنزلها باللَّه :
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أصابته فاقة([20]) فأنزلها بالناس لم تُسدُّ فاقتُه ، ومن أنزلها باللَّه فيوشك([21]) اللَّهُ له برزق عاجل أو آجل ))([22]) .
ولله درُّ القائل :
لا تسألن بنيَّ آدم حاجة |
| وسل الذي أبوابه لا تحجبُ |
اللَّهُ يغضبُ إن تركتَ سؤاله |
| وبنيَّ آدم حين يُسأل يغضب |
3- المتابعة بين الحج والعمرة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرُ خبث الحديد ))([23]) .
4- تقوى اللَّه عز وجل :
قال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } [ الطلاق : 2، 3 ] ، وقال اللَّه تعالى : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } [ الأعراف : 96 ] .
5- الاستغفار :
قال تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } [ الحج : 10- 12 ] .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ، ومن كل هم فرجًا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ))([24]) .
6- إرادة الزواج تعفُّفًا :
قال تعالى : { وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ النور : 32 ] . قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : (( أطيعوا اللَّه فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى ))([25]).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : (( التمسموا الغنى في النكاح ))([26]).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة حق على اللَّه عونهم : الناكح يُريد العفاف ، والمكاتب يريد الأداء ، والغازي في سبيل اللَّه ))([27]).
7- الاستغناء باللَّه عن الخلق :
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ... من يَسْتعفف يعفُّه اللَّهُ ، ومن يَسْتَغني يُغْنِهِ اللَّه ))([28]) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس الغِنَى عن كثرة العرض ، ولكنَّ الغِنَى غِنَى النفس ))([29]) .
وقد أحسن مَن قال : (( ما أجمل إحسان الأغنياء إلى الفقراء رجاءً لثواب اللَّه وأحسن منه تيهُ الفقراءِ على الأغنياء ثقة فيما عند اللَّه )) .
8- صلة الرحم :
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أحب أن يُبْسَط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثره ، فليصل رحمه ))([30]) .
9- الزكاة والصدقة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال اللَّه عز وجل : أَنْفِق أُنْفِق عليك ))([31]) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده اللَّه تعالى بها كثرة ، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده اللَّه تعالى بها قله ))([32]) .
10- من كان همُّه الآخرة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من كانت الآخرةُ نيتَه ، جمع اللَّه له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ... ))([33]) .
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينصح بعضهم بعضًا بثلاثة أمور، فيقولون : (( من أصلح ما بينه وبين اللَّه أصلح اللَّه الذي بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح اللَّهُ علانيته ، ومن اهتم بآخرته كفاه اللَّه أمر دنياه )) .
11- الدعاء : عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (( إذا بقي ثلث الليل ينزل اللَّه عز وجل إلى سماء الدنيا ، فيقول : من ذا الذي يدعوني استجيب له ؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له ؟ من ذا الذي يسترزقني أرزقه ؟ من ذا الذي يستكشف الضرَّ أكشفه ))([34]) .
وعن سلمان رضي الله عنه قال : لمَّا خلق اللَّهُ آدم عليه السلام قال : (( واحدةٌ لي ، وواحدة لك ، وواحدة بيني وبينك ، فأما التي لي : تعبدني ولا تشرك بي شيئًا ، وأمَّا التي لك : فما عملت من شيءٍ جزيتك به ، وأنا أغفر وأنا غفورٌ رحيمٌ ، وأما التي بيني وبينك : منك المسألة والدعاء ، وعليَّ الإجابة والعطاء ))([35]) .
* * *
من أسباب الفقر ... (( وهؤلاء يُفْقِرهم اللَّه ))
1- المعصية :
جاء في الأثر : (( إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه )) .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنَّ أحدكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية اللَّه ، فإن اللَّه تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته ))([36]) .
2- سؤال الناس :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثةٌ أُقْسِم عليها وأحدثكم حديثًا فاحفظوه : ما نقص مالُ عبد من صدقة ولا ظُلم عبدٌ مظلمة صبر عليها إلا زاده اللَّه عزًا، ولا فَتَحَ عَبْدٌ بابَ مَسْأَلةٍ إلا فَتَحَ اللَّهُ عليه بَابَ فقر ... ))([37]) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من أصابته فَاقةٌ فأنزلها بالناس لم تُسدَّ فاقته ، ومن أنزلها باللَّه فيوشكُ اللَّهُ له برزق عاجل أو آجل ))([38]) .
3- الربا :
قال تعالى : { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } [ البقرة : 276 ] .
قال ابن كثير : (( يخبر اللَّه تعالى أنه يمحق الربا يُذهبه إما بأن يُذْهِبه بالكلية من يد صاحبه ، أو يحرمه بركة ماله فلا ينتفع به ، بل يعدمه به في الدنيا ويعاقبه عليه يوم القيامة . وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الربا وإن كثرُ فإن عاقبته تصيرُ إلى قُل ))([39]) ))([40]) .
5- الكذب :
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( البَيِّعَان بالخيار ما لم يَتَفَرَّقَا فإن صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِك لهما في بيعهما ، وإن كذبا وكتما مُحِقَت بركةُ بيعهما ))([41]) .
6- الحلف في البيع :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( الحَلِفُ منفقةٌ للسلعة ، ممحقةٌ للكسب ))([42]) .
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إياكم وكثرة الحلف في البيع : فإنه يُنَفِّقُ ثم يمْحَقُ ))([43]) .
7- مانع الزكاة :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لم يمنع قومٌ زكاة أموالهم إلا مُنِعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ))([44]) .
8- ترك الحكم بما أنزل اللَّه : (( وخمس بخمس )) .
فإن من فعل ذلك فقد خالف الغَنيَّ في حكمه فأفقرهم . عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خمس بخمسٍ : ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم ، وما حكموا بغير ما أنزل اللَّهُ إلا فشا فيهم الفقرُ ، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ، ولا طفَّفُوا المكيال إلا مُنِعوا النبات ، وأُخذوا بالسنين ، ولا منعوا الزكاة إلا حُبس عنهم القطر ))([45]) .
9- السخط والقنوط :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( إن من ضعف اليقين إرضاء الناس بسخط الله ، وحمدهم على رزق الله ، وذمِّهم على قدر الله وجلب الرزق بمعصية اللَّه ، فإن رزق الله لا يجره حرص حريص ، ولا تدفعه كراهية كاره ، وإن الله برحمته جعل الرَّوْح في الرضى واليقين ، وجعل الفقر في السخط والقنوط )) .
10- من كانت الدنيا همَّه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من كانت الدنيا همَّه فرَّق اللَّه عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ))([46]) .
([1]) اشتقاق الأسماء ( ص 117 ) .
([2]) أخرجه البخاري (6446) ، ومسلم (1051) ، من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه .
([3]) أخرجه البخاري (7527) من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه . وانظر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني ص 106 ، 107 .
([4]) مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني (515- 516) بتصرف ( مختصرًا ) .
([5]) تفسير ابن كثير (2/171) .
([6]) تفسير ابن كثير (3/223) .
([7]) جامع البيان (3/58) .
([8]) تفسير الأسماء ( ص 63) .
([9]) اشتقاق الأسماء ( ص 117) .
([10])
([11]) أخرجه مسلم (2577) من حديث أبي ذر ، رضي الله عنه ، وانظر جامع العلوم والحكم ، الحديث (24) .
([12]) أخرجه أحمد 4/210، والحاكم 2/502) ، وصححه الحاكم .
([13]) أخرجه أحمد 5/42، والبخاري في الأدب المفرد (701) ، وأبو داود (5090) ، وابن حبان (970) ، من حديث أبي بكرة ، رضي الله عنه .
([14]) أخرجه الطيالسي (1713) ، وأحمد 3/112، 6/315، والترمذي (2140، 3522) ، من حديث أنس وأم سلمة ، رضي الله عنهما .
([15]) أخرجه أبو يعلى (4920) ، ومن طريقه البغوي في شرح السنة 13/247، 248، وقال الهيثمي في المجمع 9/19: إسناده حسن ، وأخرجه أحمد 2/231، وأبو يعلى (6105) ، وابن حبان (6365) ، والبغوي 13/248، 249، من حديث ابن عباس ، وأبي هريرة ، رضي اللَّه عنهم .
([16]) أخرجه البخاري ( ج 13/7440) ، وأحمد (3 ص 116، 242) ، والطيالسي (2010) .
([17]) تفسير ابن كثير (2/117) .
([18]) صحيح لغيره . أخرجه أحمد (ج16/8681) ، والترمذي (ج4/2466) وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال ...
([19]) صحيح لغيره . أخرجه الحاكم ( ج 4 ص 326) ، والطبراني ( ج 20/500) عن معقل بن يسار رضي الله عنه .
([20]) الفاقة : الحاجة والفقر .
([21]) يوشك : أي يُسْرِعُ .
([22]) رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال : حديث حسن .
([23]) أخرجه أحمد 1/387، والترمذي (810) ، من حديث ابن مسعود ، رضي اللَّه عنه . وانظر صحيح جامع الترمذي (650) .
([24]) رواه أبو داود ، وقال الشيخ الألباني : لكن فيه مجهول كما بينته في (( الضعيفة )) (706) .
([25]) تفسير ابن كثير (3/273) .
([26]) المصدر السابق .
([27]) رواه أحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .
([28]) متفق عليه .
([29]) متفق عليه .
([30]) متفق عليه ، ومعنى (( ينسأ له في أثره )) أي : يُؤَخَّر له في أجله وعمره .
([31]) رواه أحمد في مسنده ، والبخاري ومسلم .
([32]) صحيح : رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5522) .
([33]) أخرجه ابن ماجه (3/524- 225) ، وابن حبان (72) عن زيد بن ثابت ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (950) .
([34]) سبق تخريجه .
([35]) صحيح . أخرجه أحمد في الزهد ( ص 47 ) .
([36]) رواه أبو نعيم في الحلية عن أبي أمامة . صحيح الجامع (2085) .
([37]) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح ، عن أبي كبشة عمرو بن سعد الأنماري ، رضي الله عنه .
([38]) سبق تخريجه .
([39]) أخرجه أحمد (1/395) ، وابن ماجه (2279) ، والحاكم (2/37) ، وصححه الحاكم ، وانظر صحيح سنن ابن ماجه (1848) .
([40]) انظر تفسير ابن كثير (1/310) .
([41]) متفق عليه . (( مُحقت )) أي : ذهبت ولم يحصلا إلا على التعب .
([42]) متفق عليه .
([43]) رواه مسلم .
([44]) رواه الطبراني في الكبير عن ابن عمر ، وابن ماجه ، وابن أبي الدنيا ، والحاكم في المستدرك ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5080) ، والصحيحة رقم (106) .
([45]) حسن . رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3235) .
([46]) تقدم تخريجه .
مختارات
-
إعجاز الكتاب في وصف ثقل السحاب
-
الجن
-
اسم الله العفو 1
-
اسم الله الباسط 1
-
نقض العهد من صفات الفاسقين
-
النسمة الأولى: الذنوب جراحات وآلام (3)
-
" بئس الأخ أخًا يرعاك غنيًا ويقطعك فقيرًا "
-
" الـصـــلاة "
-
شرح دعاء"-((اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم"
-
" وجوب التوبة على الفور "