(( الغَنِيُّ )) جل جلاله وتقدست أسماؤه
( الغَنِيُّ ) جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي:
الغنىُّ في كلام العرب الذي ليس بمحتاج إلى غيره، وكذلك اللَّه ليس بمحتاج إلى أحدٍ جلَّ وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا، كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }([1]) [ العنكبوت: 6 ].
وقال الراغب الأصفهاني: الغِنَى يقال على ضُروب:
أحدها: عدم الحاجات، وليس ذلك إلا لله تعالى وهو المذكور في قوله: { إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ الحج: 64 ].
الثاني: قلة الحاجات ؛ وهو المشار إليه بقوله: { وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } [ الضحى: 8 ].
الثالث: كثرة القنيات ؛ كما جاء في قوله: { مَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ } [ النساء: 6 ].
الرابع: وقد يعني عدم الاحتياج إلى ما عند الناس فلا يفتقر إليهم فيتعفف عما عندهم، كما قال تعالى: { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ } [ البقرة: 273 ].
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس )([2]).
وكما قال الشاعر:
الخامس: قد يعني ( الكفاية ) يقال: أغناني كذا، وأغنى عنه كذا إذا كفاه، كما في قوله تعالى: { مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ } [ الحاقة: 28 ]، وكما قال تعالى: { لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا } [ آل عمران: 10].
وقيل: ( تَغَنَّى ) بمعنى استغنى، وحُمِل قوله صلى الله عليه وسلم: ( ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن )([3]) على ذلك([4]).
الدليل الشرعي:
ورد الاسم في ثمان عشرة آية من كتاب الله ؛ منها قوله تعالى: { وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } [ الأنعام: 133 ]. وقوله: { إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ إبراهيم: 8 ]. وقوله تعالى: { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [ النمل: 40 ]. وقوله: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ فاطر: 15 ].
معنى الاسم في حق الله تعالى:
قال ابن كثير: { وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ } [ الأنعام: 133 ]. ( وربك يا محمد ) الغنيُّ: أي عن جميع خلقه من جميع الوجوه وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم([5]).
وقال أيضًا: ( غَنِيٌ عمَّا سواه وكلُ شيءٍ فقير إليه )([6]).
وقال ابن جرير في قوله: { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ البقرة: 267 ]، واعلموا أيها الناس أن اللَّه عز وجل غنيُّ عن صدقاتكم وعن غيرها، وإنما أمركم بها وفَرَضَها في أموالكم رحمةً منه لكم ليُغْنِي بها عَائِلكم ويقوي بها ضعيفكم ويجزل لكم عليها في الآخرة مثوبتكم لا من حاجة به فيها إليكم([7]).
وقال الزجاج: وهو ( الغَنِيُ ) المُسْتَغْنِي عن الخلق بقدرته وعز سلطانه والخلق فقراء إلى تَطَوُّلِهِ وإحسانه، كما قال تعالى: { وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ } [ محمد: 38 ]([8]).
وقال الزجاجي: الغنى في كلام العرب: الذي ليس بمحتاج إلى غيره، وكذلك الله ليس بمحتاج إلى أحد، جلّ وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا، كما قال: { إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [ العنكبوت: 6 ].
فاللَّه عز وجل ليس بمحتاج إلى أحد فيما خلق ويخلق ودبَّر ويُدبِّر ويُعْطِي ويَرْزُق ويَقْضِي ويُمْضِى، لا رادَّ لأمْرِه وهو على ما يَشاءُ قدير([9]).
وقال الخطابيُّ: ( الغَنِىُ ) هو الذي استغنى عن الخلق وعن نصرتهم وتأييدهم لملكه، فليست به حاجة إليهم، وهم إليه فقراء محتاجون، كما وصف نفسه تعالى فقال عزَّ من قائل: { وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ } [ محمد: 38 ].
قال ابن القيم رحمه اللَّه:
من آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم
أولاً: لا يوصف بالغنى المطلق إلا الله:
فإن اللَّه غني بذاته عن كل ما سواه. قال البيهقي: الغَني هو الذي لا تَعَلُّقَ له بغيره لا في ذاته ولا في صفات ذاته، بل يكون مُنزَّهًا عن العلاقة مع الأغيار([10])، ومن علامات ذلك الغنى:
1- أن اللَّه عز وجل ( غني عن الطعام والشراب ) - كما قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات: 56- 58 ].
2- ( وهو غني عن الزوجة والولد )، وهذا يعني الوحدانية المطلقة ليس كما يَسُبُّه الكفارُ أصحاب عقيدة التثليث فإن الحاجة إلى الزوجة والولد ضعف وافتقار، تعالى اللَّهُ عن ذلك علوًا كبيرًا.
قال تعالى: { قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } [ يونس: 68 ].
3- ( غني عن خلقه )، فما خلق اللهُ الخلقَ ليستأنس بهم من وحشة، ولا ليستكثر بهم من قلة، ولا لينصروه على عَدُوٍ، ولكن خلقهم ليذكروه كثيرًا ويعبدوه طويلاً ويسبحوه بكرة وأصيلاً. قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }.
فإن اللَّه جل جلاله غنيُّ عن العلائق والروابط والصلات، فصِلاَتُه بخلقه صِلاَتُ ربٍ رزَّاق لعباد محتاجين وصلته بهم صلة عطاء وتفضل بعد خلق وإيجاد، أما صلة الخلق به سبحانه صلة أخذٍ من رزقه وانتفاع بما عنده، فالعبد يدعو والله يجيب، والخلق يحتاجون والزراق يعطيهم، والعباد يفتقرون والغنيُّ يغنيهم، وإذا قدَّموا شيئًا من أموالهم فإنما هم الذين ينتفعون به ويجازيهم بأضعاف ما عملوا ويزيدهم من فضله، وانظر إلى أجمل حديث يعبِّر عن هذا المعنى، قال اللَّه تعالى في الحديث القدسي: (... يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نَقُصَ ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )([11]).
4- ( وغني عن عبادة خلقِه ).
فهو غني عن إيمانهم ؛ قال تعالى: { إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ إبراهيم: 8 ].
وغنيُّ عن شكرهم ؛ قال تعالى: { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [ النمل: 40 ].
( وغني عن جهادهم ) ؛ قال تعالى: { وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [ العنكبوت: 6 ].
ثانيًا: أنتم الفقراء إلى الله:
فالرب سبحانه غنيُّ بذاته، والعبد فقير بذاته، محتاج إلى ربه، لا غنى له عنه، ولو طرفة عين.
قال ابن القيم رحمه اللَّه: ( إن اللَّه هو الغني المطلق، والخلق فقراء محتاجون إليه، قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ فاطر: 15 ]، بَيَّن سبحانه في هذه الآية أن فقر العباد إليه أمرٌ ذاتيٌ لهم لا ينفك عنهم، كما أن كونه غنيًا حميدًا ذاتي له، فغناه وحمده ثابتٌ له لذاته، لا لأمرٍ أوجبه، وفقر من سواه إليه ثابت لذاته لا لأمر أوجبه، فلا يُعلَّل هذا الفقر بحدوث ولا إمكان، بل هو ذاتي للفقير، فحاجة العبد إلى ربه لذاته لا لعلة أوجبت تلك الحاجة، كما أن غنى الرب سبحانه لذاته لا لأمر أوجب غناه.
فالخلق فقير محتاج إلى ربه بالذات لا بعلة، وكل ما يُذكر، ويُقدر من أسباب الفقر والحاجة فهي أدلة على الفقر والحاجة لا عِلَلٌ لذلك، إذ ما بالذات لا يُعلل، فالفقير بذاته محتاج إلى الغني بذاته.
وفقر العالم إلى اللَّه سبحانه أمر ذاتي لا يُعلَّلَ فهو فقير بذاته إلى ربه الغني بذاته.
فيستحيل أن يكون العبد إلا فقيرًا، ويستحيل أن يكون الرب سبحانه إلا غنيًا، كما أنه يستحيل أن يكون العبدُ إلا عبدًا، والربُّ إلا ربًا.
ثالثًا: فقر العباد إلى ربهم فقران:
مما سبق عُرف أن فقر العباد إلى ربهم فقران:
الأول: فقرٌ اضطراري، وهو فقرٌ عام لا خروج لبرٍ ولا فاجرٍ عنه، وهذا الفقر لا يقتضي مدحًا ولا ذمًّا، ولا ثوابًا ولا عقابًا، بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقًا، ومصنوعًا.
الفقر الثاني: فقر اختياري، وهو فقر الخشية والطاعة وذلة العبودية. وهو نتيجة علمين شريفين ؛ أحدهما: معرفة العبد لربه، والثاني: معرفته بنفسه، فمتى حصلت له هاتان المعرفتان أنتجتا فقرًا هو عين غناه وعنوان فلاحه وسعادته، وتفاوت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين، فمن عرف ربه بالغنى المطلق، عرف نفسه بالفقر المطلق، ومن عرف ربه بالقدرة التامة، عرف نفسه بالعجز التام، ومن عرف ربه بالعِزِّ التام، عرف نفسه بالمسكنة التامة، ومن عرف ربه بالعلم التام والحكمة التامة، عرف نفسه بالجهل.
فإن اللَّه تعالى قد أخرج العبد من بطن أمه ضعيفًا مسكينًا، جاهلاً، كما قال تعالى: { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا }. وسخر اللَّه له ما في البر والبحر مما يصلحه ويعينه على أمر دينه ودنياه، فلما شعر بأن له قدرة على السعي، واستطاعة على التدبير ظن المسكين أن له نصيبًا من الملك، وادَّعى لنفسه مُلكًا مع الله سبحانه، ورأى نفسه بغير هذا الضعف الأول الذي كان عليه، ونسي ما كان فيه من حالة الإعدام والفقر والحاجة ؛ حتى كأنه لم يكن هو ذلك الفقير المحتاج، بل كأن ذلك شخصًا غيره.
كما روى الإمام أحمد في مسنده من حديث بسر بن جحاش القرشي أن النبي صلى الله عليه وسلم بزق يومًا في كفه، فوضع عليها إصبعه، ثم قال: ( قال اللَّه: ابن آدمَ، أنَّى تُعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سَوَّيْتُك وعدَلْتُك مشيْتَ بين بردين وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قُلت: أتصدَّق، وأنى أوان التصدق )([12]).
ومن هنا خَذَل من خذل، ووفَّق من وفق، فحجب المخذولَ عن حقيقته ونسي نفسه، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه، فطغى وعتا فحقَّتْ عليه الشِقْوَةُ، قال تعالى: { كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } [ العلق: 6، 7 ]، وقال تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } [ الليل 5 - 10 ].
فأكمل الخلق أكملهم عبودية، وأعظمهم شهودًا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه وعدم استغنائه عنه طرفة عين.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس افتقارًا إلى ربه، وكان من دعائه: ( اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت )([13]).
وقد كان يعلم أن قلبه الذي بين جنبيه بيد الرحمن عز وجل لا يملك منه شيئًا، وأن اللَّه سبحانه يصرفه كما يشاء، وكان يدعو: ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )([14]). ولما عُرض عليه المُـلْكُ والعبودية اختار أن يكون فقيرًا لربه، وعبدًا لمولاه.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جائني ملك إن حُجْزته لتُساوي الكعبة، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شِئتَ نبيًّا عبدًا، وإن شئت نبيًّا ملِكًا ؟ فنظرت إلى جبريل عليه السلام، فأشار إليَّ أن ضع نفسك، قال: فقلت: نبيًّا عبدًا ). قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئًا يقول: ( آكل كما يأكلُ العبدُ، وأجلسُ كما يجلسُ العبدُ )([15]).
فأصبح بهذا النوع من الافتقار سيد ولد آدم، وصاحب لواء الحمد، وأول من تفتح له الجنة، وصاحب المقام المحمود، وأُسري به في السماوات السبع ؛ لأنه كان كامل العبودية، وكامل الافتقار لربه، قال تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى } [ الإسراء: 1 ]. واستحق أن يُغْفَر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ففي حديث الشفاعة: ( إن المسيح يقول لهم: ائتوا محمدًا عبدًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )([16]).
* * *
رابعًا: ليس كمثله شيءٌ في غناه:
وهذا من وجوه:
الأول: كثرة ما عند اللَّه:
قال تعالى: { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ المائدة: 120 ].
قال ابن كثير في هذه الآية: ( أي هو الخالق للأشياء المالك لها المُتَصرِّف فيها القادر عليها، فالجميع ملكه وتحت قهره، وقدرته وفي مشيئته، فلا نظير له ولا وزير، ولا عديل ولا والد، ولا ولد، ولا صاحبة، ولا إله غيره ولا رب سواه )([17]).
الثاني: غناه دائم:
فما من مخلوق أصبح غنيًّا إلا بعد فقر أو تكون عاقبتُه إلى فقر أو يفني المال وصاحبه، أما اللَّه جل جلاله فغناه دائم لا يفنى أبدًا، قال تعالى: { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [ النحل: 96 ]، وقال تعالى: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ } [ الرحمن: 26، 27 ].
الثالث غناه ذاتيُّ:
أي أن غنى اللَّه في ذاته وليس فيما يراه الناس من الملك في السماوات والأرض، فإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن فيكون، ولكن غنى الخلق إنما يكون بما يمتلكون من ثروات وأموال، فكل من وُصِف بالغنى من الخلق فإنما يحتاج إلى ما يملك، أما اللَّه جل جلاله فإنما يحتاج كل ملكه وكل خلقه إليه، فلا يحتاج اللَّه إلى العرش ولا حملته ولا الكرسي وعظمته، ولا يحتاج إلى ميكائيل ليرزق الخلق، ولا إلى جبريل لتبليغ رسالته، بل كل هؤلاء وغيرهم من خلق الله يحتاجون إليه من كل الوجوه وهو غني عنهم من كل الوجوه.
الرابع: غناه مطلق:
فإن الخلق يحتاجون إلى ما تقوم به أبدانهم وأرواحهم، وهذا يجعلهم فقراء إلى رزق اللَّه من كل الوجوه، فإنهم فقراء إلى الطعام وإلى الشراب، والنفس والروح والسعادة والزوجة والولد، والسمع والبصر.. هذا فقرٌ مطلق إلى اللَّه الذي بيده هذه النعم وغيرها مما لا غنى عنه للخلق، أما اللَّه جلَّ جلاله فإنه غنيّ عن ذلك كله، بل وعن كل ما سواه، تبارك وتعالى، لذلك فإن غنى اللَّه غنى مطلق، وكل العباد فقرهم إلى اللَّه فقر مطلق.
* * *
خامسًا: وأنه هو أغنى وأقنى
من أسباب الغنى
قال تعالى: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران: 26 ]. فإن الغنى والعطاء بيد من له ملك الأرض والسماء، فلا يَغْتَني أحدٌ إلا بإذنه، ولا يُرزق أحدٌ إلا من عطائِه، وقد جعل اللَّه لرزقه أسبابًا يُغنى بها من أراد من عباده، فمن هذه الأسباب:
1- المتفرغ للعبادة:
قال تعالى في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملء صدرك غنىً، وأسد فقرك، وإلاَّ تفعل ملأتُ صدرك شغلاً ولم أسد فقرك )([18]). وفي رواية قال: ( يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنًى وأملأ يديك رزقًا، يا ابن آدم، لا تباعد منِّي فاملأ قلبك فقرًا وأملأ يديك شغلاً )([19]).
2- من نزلت به فاقة فأنزلها باللَّه:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصابته فاقة([20]) فأنزلها بالناس لم تُسدُّ فاقتُه، ومن أنزلها باللَّه فيوشك([21]) اللَّهُ له برزق عاجل أو آجل )([22]).
ولله درُّ القائل:
3- المتابعة بين الحج والعمرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرُ خبث الحديد )([23]).
4- تقوى اللَّه عز وجل:
قال تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } [ الطلاق: 2، 3 ]، وقال اللَّه تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } [ الأعراف: 96 ].
5- الاستغفار:
قال تعالى: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } [ الحج: 10- 12 ].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب )([24]).
6- إرادة الزواج تعفُّفًا:
قال تعالى: { وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ النور: 32 ]. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ( أطيعوا اللَّه فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى )([25]).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( التمسموا الغنى في النكاح )([26]).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة حق على اللَّه عونهم: الناكح يُريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل اللَّه )([27]).
7- الاستغناء باللَّه عن الخلق:
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (... من يَسْتعفف يعفُّه اللَّهُ، ومن يَسْتَغني يُغْنِهِ اللَّه )([28]).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليس الغِنَى عن كثرة العرض، ولكنَّ الغِنَى غِنَى النفس )([29]).
وقد أحسن مَن قال: ( ما أجمل إحسان الأغنياء إلى الفقراء رجاءً لثواب اللَّه وأحسن منه تيهُ الفقراءِ على الأغنياء ثقة فيما عند اللَّه ).
8- صلة الرحم:
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أحب أن يُبْسَط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه )([30]).
9- الزكاة والصدقة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال اللَّه عز وجل: أَنْفِق أُنْفِق عليك )([31]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده اللَّه تعالى بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده اللَّه تعالى بها قله )([32]).
10- من كان همُّه الآخرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كانت الآخرةُ نيتَه، جمع اللَّه له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة... )([33]).
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينصح بعضهم بعضًا بثلاثة أمور، فيقولون: ( من أصلح ما بينه وبين اللَّه أصلح اللَّه الذي بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح اللَّهُ علانيته، ومن اهتم بآخرته كفاه اللَّه أمر دنياه ).
11- الدعاء: عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( إذا بقي ثلث الليل ينزل اللَّه عز وجل إلى سماء الدنيا، فيقول: من ذا الذي يدعوني استجيب له ؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له ؟ من ذا الذي يسترزقني أرزقه ؟ من ذا الذي يستكشف الضرَّ أكشفه )([34]).
وعن سلمان رضي الله عنه قال: لمَّا خلق اللَّهُ آدم عليه السلام قال: ( واحدةٌ لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي: تعبدني ولا تشرك بي شيئًا، وأمَّا التي لك: فما عملت من شيءٍ جزيتك به، وأنا أغفر وأنا غفورٌ رحيمٌ، وأما التي بيني وبينك: منك المسألة والدعاء، وعليَّ الإجابة والعطاء )([35]).
* * *
من أسباب الفقر... ( وهؤلاء يُفْقِرهم اللَّه )
1- المعصية:
جاء في الأثر: ( إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه ).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنَّ أحدكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية اللَّه، فإن اللَّه تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته )([36]).
2- سؤال الناس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثةٌ أُقْسِم عليها وأحدثكم حديثًا فاحفظوه: ما نقص مالُ عبد من صدقة ولا ظُلم عبدٌ مظلمة صبر عليها إلا زاده اللَّه عزًا، ولا فَتَحَ عَبْدٌ بابَ مَسْأَلةٍ إلا فَتَحَ اللَّهُ عليه بَابَ فقر... )([37]).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من أصابته فَاقةٌ فأنزلها بالناس لم تُسدَّ فاقته، ومن أنزلها باللَّه فيوشكُ اللَّهُ له برزق عاجل أو آجل )([38]).
3- الربا:
قال تعالى: { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } [ البقرة: 276 ].
قال ابن كثير: ( يخبر اللَّه تعالى أنه يمحق الربا يُذهبه إما بأن يُذْهِبه بالكلية من يد صاحبه، أو يحرمه بركة ماله فلا ينتفع به، بل يعدمه به في الدنيا ويعاقبه عليه يوم القيامة. وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الربا وإن كثرُ فإن عاقبته تصيرُ إلى قُل )([39]) )([40]).
5- الكذب:
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البَيِّعَان بالخيار ما لم يَتَفَرَّقَا فإن صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما مُحِقَت بركةُ بيعهما )([41]).
6- الحلف في البيع:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الحَلِفُ منفقةٌ للسلعة، ممحقةٌ للكسب )([42]).
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إياكم وكثرة الحلف في البيع: فإنه يُنَفِّقُ ثم يمْحَقُ )([43]).
7- مانع الزكاة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لم يمنع قومٌ زكاة أموالهم إلا مُنِعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا )([44]).
8- ترك الحكم بما أنزل اللَّه: ( وخمس بخمس ).
فإن من فعل ذلك فقد خالف الغَنيَّ في حكمه فأفقرهم. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خمس بخمسٍ: ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل اللَّهُ إلا فشا فيهم الفقرُ، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طفَّفُوا المكيال إلا مُنِعوا النبات، وأُخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حُبس عنهم القطر )([45]).
9- السخط والقنوط:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( إن من ضعف اليقين إرضاء الناس بسخط الله، وحمدهم على رزق الله، وذمِّهم على قدر الله وجلب الرزق بمعصية اللَّه، فإن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا تدفعه كراهية كاره، وإن الله برحمته جعل الرَّوْح في الرضى واليقين، وجعل الفقر في السخط والقنوط ).
10- من كانت الدنيا همَّه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كانت الدنيا همَّه فرَّق اللَّه عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له )([46]).
([1]) اشتقاق الأسماء (ص 117).
([2]) أخرجه البخاري (6446)، ومسلم (1051)، من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.
([3]) أخرجه البخاري (7527) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه. وانظر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني ص 106، 107.
([4]) مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني (515- 516) بتصرف (مختصرًا).
([5]) تفسير ابن كثير (2/171).
([6]) تفسير ابن كثير (3/223).
([7]) جامع البيان (3/58).
([8]) تفسير الأسماء (ص 63).
([9]) اشتقاق الأسماء (ص 117).
([10])
([11]) أخرجه مسلم (2577) من حديث أبي ذر، رضي الله عنه، وانظر جامع العلوم والحكم، الحديث (24).
([12]) أخرجه أحمد 4/210، والحاكم 2/502)، وصححه الحاكم.
([13]) أخرجه أحمد 5/42، والبخاري في الأدب المفرد (701)، وأبو داود (5090)، وابن حبان (970)، من حديث أبي بكرة، رضي الله عنه.
([14]) أخرجه الطيالسي (1713)، وأحمد 3/112، 6/315، والترمذي (2140، 3522)، من حديث أنس وأم سلمة، رضي الله عنهما.
([15]) أخرجه أبو يعلى (4920)، ومن طريقه البغوي في شرح السنة 13/247، 248، وقال الهيثمي في المجمع 9/19: إسناده حسن، وأخرجه أحمد 2/231، وأبو يعلى (6105)، وابن حبان (6365)، والبغوي 13/248، 249، من حديث ابن عباس، وأبي هريرة، رضي اللَّه عنهم.
([16]) أخرجه البخاري (ج 13/7440)، وأحمد (3 ص 116، 242)، والطيالسي (2010).
([17]) تفسير ابن كثير (2/117).
([18]) صحيح لغيره. أخرجه أحمد (ج16/8681)، والترمذي (ج4/2466) وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال...
([19]) صحيح لغيره. أخرجه الحاكم (ج 4 ص 326)، والطبراني (ج 20/500) عن معقل بن يسار رضي الله عنه.
([20]) الفاقة: الحاجة والفقر.
([21]) يوشك: أي يُسْرِعُ.
([22]) رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن.
([23]) أخرجه أحمد 1/387، والترمذي (810)، من حديث ابن مسعود، رضي اللَّه عنه. وانظر صحيح جامع الترمذي (650).
([24]) رواه أبو داود، وقال الشيخ الألباني: لكن فيه مجهول كما بينته في ( الضعيفة ) (706).
([25]) تفسير ابن كثير (3/273).
([26]) المصدر السابق.
([27]) رواه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([28]) متفق عليه.
([29]) متفق عليه.
([30]) متفق عليه، ومعنى ( ينسأ له في أثره ) أي: يُؤَخَّر له في أجله وعمره.
([31]) رواه أحمد في مسنده، والبخاري ومسلم.
([32]) صحيح: رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5522).
([33]) أخرجه ابن ماجه (3/524- 225)، وابن حبان (72) عن زيد بن ثابت، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (950).
([34]) سبق تخريجه.
([35]) صحيح. أخرجه أحمد في الزهد (ص 47).
([36]) رواه أبو نعيم في الحلية عن أبي أمامة. صحيح الجامع (2085).
([37]) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، عن أبي كبشة عمرو بن سعد الأنماري، رضي الله عنه.
([38]) سبق تخريجه.
([39]) أخرجه أحمد (1/395)، وابن ماجه (2279)، والحاكم (2/37)، وصححه الحاكم، وانظر صحيح سنن ابن ماجه (1848).
([40]) انظر تفسير ابن كثير (1/310).
([41]) متفق عليه. ( مُحقت ) أي: ذهبت ولم يحصلا إلا على التعب.
([42]) متفق عليه.
([43]) رواه مسلم.
([44]) رواه الطبراني في الكبير عن ابن عمر، وابن ماجه، وابن أبي الدنيا، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5080)، والصحيحة رقم (106).
([45]) حسن. رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3235).
([46]) تقدم تخريجه.
مختارات