حامـــلـة القرآن
خرجت من دار تحفيظ القرآن الكريم.. كانت تحمل في يدها كتاب ربها، وفي يدها الأخرى طبقاً خيرياً... وقبل ذلك وبعده تحمل في قلبها همّ الإسلام، وهمّ إخوتها المسلمين...
لم تشتر الطبق الخيري لتأكله، وإنما لتنفق من مالها في سبيل الله... لتتذكر وهي تأكله إخوانها المسلمين في شتى بقاع الأرض.. وما يعانونه من بؤس وجوع وألم ولعل الله أراد أن يكون شاهداً لها يوم القيامة...
خرجت من تلك الدار العامرة لتتخطفها يد المنون... ليختارها الله إلى جواره – نحسبها كذلك، ولا نزكي على الله أحداً... سيارة مسرعة يمتطيها سائق متهور تحطم ذلك الجسد الطاهر.... تطرحه أرضاً... ويهتز المصحف في يدها، ويتناثر الطبق الخيري.. والقلب لا يزال ينبض بالحياة...
وتنقل إلى المستشفى وهي في حالة خطرة... كان ذلك يوم الأحد، وفي يوم الجمعة تخرج روحها إلى بارئها..
رحمكِ الله يا حاملة القرآن، لم تحملي شريطاً ماجناً، ولا مجلة ساقطة... ولا خرجت من مرقص أو ملهى، أو سوق تتسكعين فيه متبرجة سافرة. وإنما خرجتِ من روضة القرآن.. يا حملة القرآن.. هنيئاً لك بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر " () فنامي آمنة مطمئنة...
مختارات