حامـــلـة القرآن
خرجت من دار تحفيظ القرآن الكريم.
كانت تحمل في يدها كتاب ربها، وفي يدها الأخرى طبقاً خيرياً.
.
وقبل ذلك وبعده تحمل في قلبها همّ الإسلام، وهمّ إخوتها المسلمين.
.
لم تشتر الطبق الخيري لتأكله، وإنما لتنفق من مالها في سبيل الله.
.
لتتذكر وهي تأكله إخوانها المسلمين في شتى بقاع الأرض.
وما يعانونه من بؤس وجوع وألم ولعل الله أراد أن يكون شاهداً لها يوم القيامة.
.
خرجت من تلك الدار العامرة لتتخطفها يد المنون.
.
ليختارها الله إلى جواره – نحسبها كذلك، ولا نزكي على الله أحداً.
.
سيارة مسرعة يمتطيها سائق متهور تحطم ذلك الجسد الطاهر.
.
تطرحه أرضاً.
.
ويهتز المصحف في يدها، ويتناثر الطبق الخيري.
والقلب لا يزال ينبض بالحياة.
.
وتنقل إلى المستشفى وهي في حالة خطرة.
.
كان ذلك يوم الأحد، وفي يوم الجمعة تخرج روحها إلى بارئها.
رحمكِ الله يا حاملة القرآن، لم تحملي شريطاً ماجناً، ولا مجلة ساقطة.
.
ولا خرجت من مرقص أو ملهى، أو سوق تتسكعين فيه متبرجة سافرة.
وإنما خرجتِ من روضة القرآن.
يا حملة القرآن.
هنيئاً لك بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر " () فنامي آمنة مطمئنة.
.
مختارات