*الحزن على فراق الوالدين*
في صحيح البخاري.
في قصة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ - قَالَ: حَسِبْتُهُ أَنَّهُ قَالَ كَأَنَّهَا شَنٌّ - فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ فَقَالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»،.
.
قال ابن القيم رحمه الله
قال ابن القيم: (وقد ذكر في مناقب الفضيل بن عياض: أنه ضحك يوم مات ابنه علي، فسُئل عن ذلك؟ فقال: إن الله تعالى قضى بقضاء، فأحببت أن أرضى بقضائه.
وهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكمل وأفضل، فإنه جمع بين الرضا بقضاء ربه تعالى، وبين رحمة الطفل، فإنه لما قال له سعد بن عبادة: ما هذا يا رسول الله؟ قال: «هذه رحمة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء».
والفضيل ضاق عن الجمع بين الأمرين، فلم يتسع للرضا بقضاء الرب وبكاء الرحمة للولد.
هذا جواب شيخنا ابن تيمية وسمعته منه) [تحفة المودود ٩٦].
ومن يقول إنه لم يألم لوفاة أمه أو أبيه فهذا
إن كان حمله على ذلك الرضا بقضاء الله فهو حال يعذر فيه لعجزه عن الجمع بين الرحمة والرضا.
.
وهي حال ناقصة هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل
وإن كان مجرد ذهول عن الرحمة لوالديه وما عالجاه من السكرات والشفقة عليهما والوجد لهما
فهذه بلادة وقسوة.
وإن كان لحسن ظنه بربه وما أعده الله لهما فهو حسن من وجه دون وجه
لكنه حال ناقصة أيضا كالأولى
وفي المسند
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ - عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ هَذَا الْيَوْمَ عَامَ أَوَّلٍ يَقُولُ ثُمَّ اسْتَعْبَرَ أَبُو بَكْرٍ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ - فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
(لَنْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ فَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ)
فقد بكى أبو بكر رضي الله عنه وهو أعظم الأمة يقينا وصبرا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله أعلى الخلق درجة يقينا في الجنة.
وإن كان عدم حزنه لما كانا فيه من المرض أو الضعف فكذلك لأنه غلبه مقام على مقام.
مختارات

