اتصلت زوجته وقالت ودموعها تسبق حروفها: أرجوك ياشيخ قف معي وساعدني، قلت: تفضلي يا أختي.

قالت: زوجي تعرّف على خطّابة، وأغرته بفكرة زواج المسيار وذهب للبيتِ المشؤم، وحصل منه مايجعلنا نشك في حاله.

لقد تغير علينا، لقد أنفق كل ماله، لقد انصرف عن أسرته وأولاده، لقد ترك الصلاة.

قلت لها: حسناً، هل يمكن أن أكلم زوجك أو يزورني لأسمع منه وأتعرف على مشكلته بطريقة أوضح منك ؟

قالت: أبشر.

وبعد صلاة الجمعة دخل علي ذلك الشاب البالغ من العمر نحو ٣٦، وقال: لقد تعرفت على خطّابة، وذهبتُ لأكمل بقية موضوع المسيار، ودخلتُ ذلك البيت، فوجدتُ رجل من إحدى الجنسيات ومعه اثنان من نفس الجنسية، وقدموا لي شراباً من الشاي، وبعد شربي للشاي شعرتُ أني أنفذُ كل شيء بدون تردد.

لقد كتبنا العقد على هذا الزواج، وبعد يوم، دفعتُ ثلاثين ألف ريال، وأعطيتُ للخطّابة خمسة آلاف، وللمأذون ألف ريال، ولكل واحد من الشهود ألف، ثم وقعتُ في حبٍ غريب لتلك الفتاة.

وفي نفس الوقت شعرت ببغض شديد لزوجتي، ومضت تلك الأيام وأنا في غيبوبة غريبة عن الحياة، لا أقوى على الصلاة،أشعرُ بانصرافٍ عنها، وكل خيالي يدور مع المسيار، وكل شيء تطلبه تلك الزوجة أنفذه بدون تردد وهكذا.

قلت: الذي يظهر لي من خلال قصة الرجل أنه وقع في السحر، فلما شرب عندهم الشاي، وبدأ مفعول السحر وتغير كل شيء فيه، ووقع في سحر العطف، وهو الميل الشديد للفتاة، وفي نفس الوقت وقع في سحر الصرف، فهو مصروف عن زوجته ويكرهها ولايشعر بأي شيء تجاهها، ووقع في السحر المالي، وهو أن ينفق المال على تلك المرأة بدون أي تفكير، بل إن هذا الرجل ذهب للبنك وسحب كل الرصيد المتاح له وهو نحو ٢٥٠ ألف ريال، وسلّمه لتلك الفتاة مع تلك العصابة الخبيثة.

ولك أن تتخيل كيف يُصرف هذا المال بهذه السرعة لامرأة تعرّف عليها خلال أيام، ولايعرف لها ولياً ولاقريباً إلا ذلك الرجل.

ولعل البعض ربما يستغرب أو ينكر تفاصيل هذه القصة، ولكن الخبير بقضايا السحر وتأثيراته لن يستغرب مثل ذلك.

ومن هنا لابد من التنبية على أمور:

1- أن التساهل في مسمّى المسيار قد يقود للوقوع في بعض العصابات الذين يستخدمون السحر من خلال خدعة المسيار.

2- أي زواج يكون بدون ولي للمرأة وبدون عقد رسمي، لاشك أن هذا تلاعب بالزواج، وهو أقرب للزواج العرفي ( الزنا بطريقة جديدة ).

3- ما أغرب بعض الرجال الذي ينقاد للخطّابات بكل سهولة ويبحث عن شهوته في كل وادي.

4- يجب على أسرة هذا وأمثاله أن يقفوا معه ويساهموا في علاجه بالرقية الشرعية لعل الله أن يشفيه من ذلك السحر الخبيث.

5- نوصي ذلك الشاب وغيره بالتبليغ عن تلك العصابة للجهات الأمنية لكي يوقفوهم، قبل أن يقع في شباكهم شباب آخرين.