(أشهد)
مدار الفلاح كله على تحقيق " أشهد"! التي كان بها بدء هذا الدين العظيم الشريف! وكل خير فهو ثمرة ذلك الشهود.
ومن أدام شهود الإلهية وتعلق بأنوار " الصمد الولي الحميد" رأى الخلق كلهم في قبضة القهر، وعلم أن الأمر كله لله، وأن كل ما نرى " صور" تتحرك في معرض " الفناء" بذل العبودية لسطوة القهر الإلهي!
ومتى صح هذا في القلب حُفظ من غمرات اليأس ورجفات الإرجاف، وتبسم ضاحكًا من هوان المستكبرين المجرمين على رب العالمين، كيف يستطيلون ويحسبون أنهم مانعتهم حصونهم، ويظنون أن لهم من الأمر ذرةً فيكيدون ويهددون وتطول ألسنتهم! !
وليس لهم من الأمر حبة خردل، ولا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا!
" قل إن الأمر كله لله".
وحده! لا إله إلا هو!
فأشهد أن لا إله إلا الله، هو الحق ووعده الحق وقوله الحق!
(ذلك بأن الله "هو "الحق و أن ما يدعون من دونه "هو" الباطل، وأن الله "هو "العلي الكبير).
وتكرار الضمير " هو" في هذا الآية معجز، وله وقع وجلالة في النفس! فسبحان من هذا كلامه!
مختارات