(خير الخيرين وشر الشرين)
إغفال طبقات الناس في المعاملة والتعليم =ضرر بالغ وخطأ كبير.
فما يصلح للعامي أو للشاب الغر الذي لا يعرف شيئا، ليس هو ما يطيقه من لديه أدوات البحث والمعرفة.
وكذلك حمل الناس كلهم على طبقة واحدة أمرا ونهيا=ليس من جادة العلم ولا الشريعة في شيء.
فما يصلح للعالم قد يضر العامي، وما يوافق المجتهد في العبادة قد يكون فتنةً لمن لم يعرف هذه المقامات.
وقس على هذا طبقات الناس وتباينهم في العلم والثقافة والتصور، والبيان، وهذا باب عظيم شريف.
وقد قال سيدي ﷺ يوما: "يا أهل القرآن أوتروا؛ فإن الله وتر يحب الوتر"!
فقال أعرابي: ما يقول النبي ﷺ ؟
فقال له النبي ﷺ: " ليست لك ولا أحد من أصحابك"، وفي رواية:" لستَ من أهله".
لا تنس هذا الأصل في زماننا هذا، فليس تسويغ شيء وقبوله يعني الإقرار بأنه الأكمل والأفضل، لكن لأنه الأرفق بصاحبه والموافق لطاقته، تصورا وتعبُّدًا وسلوكًا وعلما.
والعاقل ليس الذي عرف الخير من الشر، ولكنَّ العاقل من عرف خير الخيريْن وشرَّ الشرَّيْن.
مختارات