حتى لا نغتر:
في الصحيحين
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ:
مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (وَجَبَتْ).
ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: (وَجَبَتْ) فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁: مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: (هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شهداء الله في الأرض).
في فهم هذا الحديث ينبغي التوقف عند أمور
الأول:
التفريق بين الشهادة والشهرة
فشهادة الناس للإنسان بالخير شيء ومعرفته المجردة وانتشاره واتساع صيته شيء آخر
فليس كل من اشتهر وعرفه الناس معرفة مجردة مشهودا له بالخير ولو عرفه الملايين وتناقلوا خبره وحضروا جنازته.
وليس داخلا في هذا الحديث
الثاني:
الفرق بين الشهادة والتعاطف
الشهادة بالخير للميت هي الإخبار عنه واعتقاد فضله
بينما التعاطف هي رحمة الميت والشفقة عليه بسبب الموت أو الطريقة التي مات بها أو رحمة أهله وعياله وهي رحمة محمودة ودعاء للمسلم لا تستلزم الشهادة له بالخير ولا الدخول في هذا الحديث.
الثالث:
الفرق بين الشهادة بالخير والشهادة بشيء آخر
فقد يشهد الناس للميت بأمور في ذكائه أو مهارته أو مواهبه أو فطنته أو خلقته أو شيء مما يعجب أهل الدنيا لكنهم لا يعرفون شيئا عن تقواه وصلاحه وتعظيمه لربه وقيامه بأوامره.
وهذه الشهادة بهذه الأمور ليست داخلة في معنى الخير الذي نص عليه الحديث
إذا المقصود بالخير ما هو خير عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الرابع:
الفرق بين شهادة العدول وغيرهم فإن شراح الحديث يشترطون العدالة في الشهود والله لا يقبل شهادة غير العدول ولا يقبل شهادة الزور
فمن شهد بخير لا يعلمه لم تنفع الميت هذه الشهادة.
مختارات