هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
مما يعين على سلامة الصدر
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
2 - رضا العبد بما قسمه الله تعالى: قال ابن القيم: إن الرضى يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليما نقيا من الغش والدغل والغل ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضى وكلما كان العبد أشد رضى كان قلبه أسلم. ا. هـ فمن تدبر كتاب الله تعالى علم ما أعده الله تعالى لمن سلمت صدورهم وقد وصف الله التابعين بإحسان بأن من دعائهم أن لايجعل في قلوبهم غلا للذين آمنوا.
الدعاء بسلامة الصدر
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
كان من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم:[واسلل سخيمة قلبي [وعند الترمذي:] واسلل سخيمة صدري [. وهذه منقبة وخلة عظيمة الشأن قليل هم الذين يتحلون بها؛ لأنه عسير على النفس أن تتجرد من حظوظها، وتتنازل عن حقوقها لغيرها، هذا مع ما يقع من كثير من الناس من التعدي والظلم، فإذا قابل المرء ظلم الناس وجهلهم وتعديهم بسلامة صدر، ولم يقابل إساءتهم بإساءة، ولم يحقد عليهم، نال مرتبة عالية من الأخلاق الرفيعة والسجايا النبيلة. وهو عزيز ونادر في الناس، ولكنه يسير على من يسره الله عليه. وما يلقاها إلاالذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم.
فاذكروني أذكركم
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
قال السعدي: أمر تعالى بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره، كما قال تعالى على لسان رسوله:[من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم]. وذكر الله تعالى أفضله ما تواطأ عليه القلب واللسان، وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته، وكثرة ثوابه، والذكر هو رأس الشكر، فلهذا أمر به خصوصا، ثم من بعده أمر بالشكر عموما فقال: (وَاشْكُرُوا لِي)
- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا).
- كان النبي يذكر الله على كل أحيانه.
مثال في المحافظة على السنة
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
حدّث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب أن فاطمة عليها السلام أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال ألا أخبرك ما هو خير لك منه تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين ثم قال سفيان إحداهن أربع وثلاثون فما تركتها بعد قيل ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين. " رواه البخاري ".
همة عالية في تطبيق السنة
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
اختفى الإمام أحمد عند إبراهيم بن هانئ أيام المحنة ثلاثة أيام، ثم أصر على الخروج إلى موضع آخر ليختبئ فيه، وقال: اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام، ثم تحوّل. وليس ينبغي أن نتبع رسول الله عليه الصلاة والسلام في الرخاء، ونتركه في الشدة.
على ماذا يدل التمسك بالسنة
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
إن التمسك بالسنة مع كثرة المخالفين لها دليل على صدق الإيمان وقوة العزيمة وعدم الخوف في الله لومة لائم ومن استبانت له سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لأجل الناس.
إن التمسك بالسنة، دليل النجاة والصلاح، وعنوان السعادة والفلاح، وأمارة التوفيق والتسديد والنجاح، وعلامة الفوز والنصر والخير، قال تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
الحرص على العمل بالسنة
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) قال السعدي: الأسوة نوعان: أسوة حسنة، وأسوة سيئة. فالأسوة الحسنة في الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن المتأسي به، سالك الطريق الموصل إلى كرامة الله، وهو الصراط المستقيم. وهذه الأسوة الحسنة، إنما يسلكها ويوفق لها، من كان يرجو الله، واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وخوف الله، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم. وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه، فهو الأسوة السيئة، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسي بهم (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون).
خطأ فاحش
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
يشغل كثير من العباد بصورة العمل وحسن القصد عن الاستعانة بالله تعالى وإظهار الافتقار والحاجة إليه، وهذا خطأ فاحش. أجمع العالمون بالله تعالى على أن كل خير يحصل للعبد فأصله بتوفيق الله له، وما استجلب التوفيق بمثل المبالغة في الدعاء والمسألة وطلب المعونة، والاستكثار من إظهار الافتقار ومسيس الحاجة، ولا فات إلا بإهمال ذلك.
ضرورة الاستعانة بالله في كل وقت
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
يبين قوة حاجة العبد إلى الاستعانة بالله والتوكل عليه واللجأ إليه في أن يستعمله في طاعته ويجنبه معصيته وأنه لا يملك ذلك إلا بفضل الله عليه وإعانته له فإن من ذاق مرارة الإبتلاء وعجزه عن دفعه إلا بفضل الله ورحمته كان شهود قلبه وفقره إلى ربه واحتياجه إليه في أن يعينه على طاعته ويجنبه معصيته أعظم ممن لم يكن كذلك.
ثمرات الاستعانة بالله
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
إذا علم المسلم أن الغني القادر الذي بيده الخير كله هو الله، تربى على الأنفة والاستغناء عن المخلوقين، وعلم أن السبيل الوحيد إلى ذلك هو التعلق بالله تعالى والتوكل عليه، وعبادته والالتجاء إليه، مع الأخذ بأسباب الجد والعمل، وبذلك يحفظ المسلم ماء وجهه من التذلل والسؤال، وخفض الأكف والانكسار للأشخاص مهما كانوا، فيحفظ كرامته، وتبقى له عزته ومكانته.
أهمية الاستعانة بالله في زمن الفتن والشهوات
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
لابد للإنسان من أن يستعين بالله عز وجل، وأن يكثر الدعاء، وأن يكثر الالتجاء إلى الله عز وجل حتى يعف نفسه عما حرم الله، وحتى يقوي عزمه في مواجهة هذه المغريات والمثيرات، وحتى يسهل له ما يعف به نفسه. وفي الحديث: [تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن] رواه أحمد، ومسلم.
أهمية الاستعانة بالله في زمن الفتن والشهوات
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
أعظم الاستعانة هي بالله عز وجل، فإن هذا الزمان زمان فتن، وإن هذا الزمان زمان شهوات ومغريات، وزمان صار فيه شياطين الإنس أعظم كيدا ومكرا من شياطين الجن، وحاول الأبالسة أن يصرفوا الناس عن دينهم وعن عفتهم وعن أخلاقهم، حتى جاءوا بما لا يتصوره العقل من الفحش والرذائل.
استعينوا بالله واصبروا
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
تعريف الاستعانة بالله: وهي الاستعانة المتضمنة كمال الذل من العبد لربه مع الثقة به والاعتماد عليه، وهذه لا تكون إلا لله فهي تتضمن ثلاثة أشياء:
- الأول: الخضوع والتذلل لله تعالى.
- الثاني: الثقة بالله جل وعلا.
- الثالث: الاعتماد على الله سبحانه وتعالى، وهذه لا تكون إلا لله، فمن استعان بغير الله محققا هذه المعاني الثلاثة فقد أشرك مع الله غيره.
نصيحة مشفق
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع وليتب إلى الله تعالى وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء ومنبع كل شر المركبة على الجهل والظلم فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وأرحم الراحمين الغني.
ما الذي يحملك على حسن العمل
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
اعلم أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه ؛ فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه ؛ فالذي حمله على العمل حسن الظن، فكلما حسن ظنه بربه ؛ حسن عمله، وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز.
كيف تستشعر حسن الظن بالله
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
بأن تستشعر أن الله تعالى فارج لهمك كاشف لغمك، فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه، فتح الله عليه من بركاته من حيث لا يحتسب، فعليك يا عبد الله بحسن الظن بربك ترى من الله ما يسرك، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله: [قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله] رواه أحمد.
خطأ قبيح وجهل فضيح
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
قال ابن القيم: وكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاق الله، وأن الله يسمع كلامه ويرى مكانه، ويعلم سره وعلانيته، ولا يخفى عليه خافية من أمره، وأنه موقوف بين يديه ومسئول عن كل عمل وهو مقيم على مساخطه مضيع لأوامره معطل لحقوقه، وهو مع هذا يحسن الظن به وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني.
خطأ قبيح وجهل فضيح
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
قال السفاريني: ظن كثير من الجهال أن حسن الظن بالله والاعتماد على سعة عفوه ورحمته مع تعطيل الأوامر والنواهي كاف، وهذا خطأ قبيح وجهل فضيح، فإن رجاءك لمرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق، ومصداق هذا قوله تعالى: (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه).
ثمرات حسن الظن بالله
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
قلب المؤمن حسن الظن بربه يتوقع منه الخير دائما، يتوقع منه الخير في السراء والضراء، ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين ؛ وسر ذلك أن قلبه موصول بالله، وفيض الخير من الله لا ينقطع أبدا ؛ فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة وأحسها إحساس مباشرة وتذوق.
ثمرات حسن الظن بالله
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
حسن الظن بالله عز وجل من أسباب حسن الخاتمة، وسوء الظن بالله من أسباب سوء الخاتمة، فينبغي للعبد أن يعلم أن الله عز وجل لا يظلم مثقال ذرة، ولا يظلم الناس شيئا، وهو عند ظن عبده به ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:[يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني] متفق عليه.
لا تقنطوا من رحمة الله
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله وتوقعك في القنوط من رحمته فإن من عرف ربه وكرمه وجوده استصغر في جنب كرمه وعفوه ذنبه. وقال الله جل وعلا: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا).
حسن الظن بالله تعالى
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
ما هو مفهوم حسن الظن بالله تعالى: هو ظن ما يليق بالله تعالى واعتقاد ما يحق بجلاله وما تقتضيه أسماؤه الحسنى وصفاته العليا مما يؤثر في حياة المؤمن على الوجه الذي يرضي الله تعالى. قال علي بن طالب رضي الله عنه: حسن الظن بالله ألا ترجو إلا الله، ولا تخاف إلا ذنبك.
أنواع الصدق
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
قال ابن القيم: فالذي جاء بالصدق: هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله فالصدق: فى هذه الثلاثة:
- فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها.
- والصدق في الأعمال: استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد.
والصدق في الأحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق، وبحسب كمال هذه الأمور وقيامها بها تكون صديقيته.
ميزان الكرامة عند الله بالتقوى
هكذا كان الصالحون - خالد عبد الرحمن الحسينان
قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).قال السعدي: ولكن الكرم بالتقوى، فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافا عن المعاصي. لا أكثرهم قرابة وقوما، ولا أشرفهم نسبا، ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرا وباطنا، ممن يقوم بذلك، ظاهرا لا باطنا، فيجازي كلا بما يستحق. ا. هـ إذا فهمت ذلك فاعلم أن التقوى هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي، فالمتقون هم الذين يراهم الله حيث أمرهم ولا يقدمون على ما نهاهم عنه.