مصطفى السباعي - "هكذا علمتني الحياة"
الإيمان
من آمن بوجود الله لم يكن من المتحيِّرين، ومن آمن برحمته لم يكن من اليائسين، ومن آمن بحكمته لم يكن من المترددين، ومن آمن بجبروته لم يكن من المتمرِّدين، ومن آمن بمراقبته لم يكن من المخادعين، ومن آمن بدينونته لم يكن من المنحرفين. ومن آمن برزقه لم يكن من الطامعين. ومن آمن بعدالته لم يكن من الظالمين، ومن آمن بوعده لم يكن من المتقاعسين، ومن آمن بوعيده لم يكن من المخالفين، ومن آمن بذلك كله كان من عباد الله المقرَّبين.
من ادعى
من ادَّعى العلم وهو يمالئ الفاسدين فهو تاجر، ومن ادعى الإصلاح وهو يتقرَّب إلى الظالمين فهو فاجر، ومن ادَّعى التقوى وهو يجري وراء الدنيا فهو دجَّال، ومن ادَّعى الوطنية وهو يفرِّق الصفوف فهو خائن، ومن ادَّعى الحكمة وهو منحرف فهو سفيه، ومن ادَّعى البطولة وهو عبد لأهوائه فهو رعديد. ومن ادَّعى الزعامة وهو حقود فهو مقود، ومن ادَّعى التحرُّر وهو ملحد فهو مخرِّب، ومن ادَّعى الهدى وهو مخالف للكتاب والسنة فهو ضال، ومن ادَّعى الإرشاد وهو مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو جاهل أو محتال.
يا ولدي الصغير
يا ولدي الصغير! تُرى حين تصبح رجلاً مثلنا يتطلبك الواجب أن تحمل المسؤولية، أتكون في صف العاملين؟ أم تكون في جماهير الغافلين؟ أيكون زمانك خيراً من زماننا؟ أم أسوأ؟ أيكون جيلك أفضل من جيلنا؟ أم نكون نحن خيراً منكم؟ لست أدري يا ولدي الصغير، ولكنني أدري أن من واجبي نحوك كأب أن أعدك لحمل المسؤولية، وتجشم الصعاب، ورفع اللواء، وإنارة الطريق للركب السائر، فإن بلغت منك في ذلك ما أريد، فذلك خير وفق الله إليه، وإلا فحسبي أن أؤدي الأمانة، وأبلغ الرسالة، وألا أدعك تحاجني بين يدي الله.
صفاتهم
جنود الدعوة الأوائل كانوا يقلون من الجدل، ويكثرون من العمل، وكانوا يبخلون بالأقوال، ويجودون بالأموال، وكان عزمهم على الجهاد مستعلناً، وإخلاصهم فيه مستخفياً. وجنود الدعوة الأواخر يكثرون من الجدل، ويقلون من العمل، ويجودون بالأقوال، ويبخلون بالأموال، وإعلانهم للدعوة مجلجل، وهم في الجهاد من أجلها على وجل، لا جرم إن اختلف الأثران مع التقاء الطريق، وتباين المنهجان مع وحدة الهدف " والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير ".
.. وطبيعة
طبيعة المؤمن الاستقامة، فإذا انحرف فلأمر ما، وطبيعة العالم النصح، فإذا نافق فلأمر ما، وطبيعة العابد الزهد، فإذا حرص فلأمر ما، وطبيعة الشجاع السخاء، فإذا بخل فلأمر ما، وطبيعة الداعية الإخلاص، فإذا راءى فلأمر ما، وطبيعة المصلح التضحية، فإذا استأثر فلأمر ما، وطبيعة الرجل التجلد، فإذا خار فلأمر ما، وطبيعة المرأة الحنان، فإذا قست فلأمر ما، وطبيعة الشيخ الحكمة، فإذا جهل فلأمر ما، وطبيعة المتزوج العفة، فإذا فسق فلأمر ما، وطبيعة الأب الحب، فإذا أبغض فلأمر ما، وطبيعة الحضري الرقة، فإذا جلف فلأمر ما.
طبيعة...
طبيعة القوي الجور، فإذا عدل فلأمر ما، وطبيعة الظالم القسوة، فإذا رحم فلأمر ما، وطبيعة المستبد الغرور، فإذا تواضع فلأمر ما، وطبيعة الملحد الفساد، فإذا صلح فلأمر ما، وطبيعة الغني التبذير، فإذا اقتصد فلأمر ما، وطبيعة المنافق الكذب، فإذا صدق فلأمر ما، وطبيعة المخادع الخيانة، فإذا استقام فلأمر ما، وطبيعة السياسي المداورة، فإذا صارح فلأمر ما، وطبيعة الشباب الطيش، فإذا عقل فلأمر ما، وطبيعة الجمال الفتنة، فإذا عف فلأمر ما، وطبيعة عالم السوء الولع في الدنيا، فإذا زهد فيها فلأمر ما، وطبيعة البدوي الجلفة، فإذا رق فلأمر ما.
مناجاة
يا عظيم الجود..! إن الجواد من أبناء الدنيا إذا اشتهر جوده، تطلعت إليه أنظار الطامعين، ورحلت إليه ركاب الطالبين، وتعلقت به آمال المحتاجين فلا يرد سائلاً، ولا يخيب آملاً، ونحن كما تعلم فقراً وحاجة وشدة ومحنة، وفقرنا لا يدفعه إلا جودك، وحاجتنا لا يكفيها إلا كرمك، وشدتنا لا يزيلها إلا لطفك، ومحنتنا لا يكشفها إلا عطفك، وقد أكدت لنا في كتابك أن نسمات رحمتك تحيي ما كاد يجف من آمالنا، وبشائر مغرفتك تستر ما عظم من سيئ أعمالنا، وسريع يسرك يغلب ما تفاقم من عسرنا، وعظيم لطفك يمحو ما اشتد من آلامنا، فتداركنا بما يضمد جراحنا، ويقوي عزائمنا، ويوفقنا للسير في الطريق الذي اخترته لنا ولا تحرمنا من عمل ننوي القيام به لخالص وجهك، ومحض مرضاتك، ولا تحجب عنا من لطائف رحمتك ما تنعش به آمال المنتمين إليك، المستجيرين بك، الداعين لك، إنك بنا رؤوف رحيم.
مناجاة!
ضلت في معرفة ذاتك العقول، وتاهت في بدائع صنعك الأفكار، وتعددت في البحث عنك السبل، ولك يريد الوصل إليك حتى الذين يجحدونك، وما كلهم بالواصلين إلا من أنرت قلوبهم بنور معرفتك، وشرحت صدورهم بنفحات عنايتك؛ وكتبت لهم النجاة بقديم قدرك، وشرفتهم بالانتساب إليك لعلمك باستحقاقهم لذلك، فمن يهدي من أضللته؟ ومن يضلل من هديته؟ والكل منك وإليك، والأمر موقوف عليك، فاجعلنا برحمتك من المهتدين. واكتبنا بكرمك مع الواصلين، ولا تخزنا يوم الدين، ولا تجعلنا من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
العلامات
من علامة علو الهمة، ألا ترضى لنفسك من كل شيء إلا بأحسنه.
• من علامة الزهد، أن تعرض عن الدنيا وهي مقبلة عليك.
• من علامة الورع، أن تتوقى الشبهات.
• من علامة الكرم، أن تكون للبذل فيما لا يتحدث عنه الناس أسرع منك للبذل فيما يشتهر أمره بينهم.
• من علامة العظمة، أن تزداد ثباتاً في طريقك كلما ازدادت فيه المتاعب.
• من علامة الصدق، أن تكون كلمتك واحدة في الرغبة والرهبة والطمع واليأس.
• من علامة الحكمة، أن تحمل نفسك على ما تريد أن تدعو الناس إليه.
• من علامة التقوى، أن تحسن معاملتك للناس.
• من علامة حسن الأخلاق، أن تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقاً.
• من علامة الحمية لله، ألا تتولى من ينتهك محارمه.
• من علامة التواضع، ألا تزهو بنفسك في مواقف النصر.
• من علامة الاستقامة، ألا تتغير فضائلك بتغير أحوالك.
• من علامة الإخلاص، أن يهمك الرضا من ربك عما تعمل، قبل أن يهمك الرضا من الناس.
• من علامة الصبر، ألا تكثر من الشكوى للناس.
• من علامة الشكر، أن تخجل من التقصير مع من أحسن إليك.
• من علامة صدق المؤمن في إيمانه، بذله لله من أمواله، ومن علامة نجاحه في دعوته، تخليه عن راحته، ولهفته في أداء رسالته.
• من علامة لطف الله بعبده، أن يسهل له العسير، ويرضيه باليسير، ويقرب له البعيد، ويجنبه من الآلام ما لا يستطيع تحمله.
• من علامة الحقيقة، أن تكون بسيطة يدركها العالم والجاهل، فإذا كانت معقدة لا تفهم إلا بعناء، كانت خيالاً ووهماً.
• من علامة انطماس البصيرة، أن يضيق الإنسان بظلمة بيته، ويرتاح لظلمة قلبه.
• من علامة الشقاء، أن يجزع الإنسان من ضيق رمسه، ولا يبالي بضيق نفسه.
اثنان.. وواحدة..
خلق الله لكل إنسان عينين، ولكن أكثر الناس لا ينظرون إلا بعين واحدة، وخلق لكل إنسان لساناً وأذنين، ولكن أكثر الناس يتكلمون بلسانين، ويسمعون بأذن واحدة، وخلق لكل إنسان يدين: يداً يستعملها ليعين نفسه، ويداً أخرى يستعملها ليعين غيره، ولكن أكثر الناس لا يستعملون إلا يداً واحدة، وخلق لكل إنسان رجلين: رجلاً يسعى بها للدنيا، ورجلاً يسعى بها للآخرة، ولكن أكثر الناس لا يستعملون إلا رجلاً واحدة، وخلق الله لكل إنسان قلباً واحداً، يحمل هموم حياته القصيرة، ولكن يجلب لنفسه من الهموم ما تنوء بحملها القلوب الكثيرة، وجعل لكل إنسان عمراً واحداً، فأضاع من أوقاته كأن له مائة عمر، وقضى الله على كل إنسان بالموت مرة واحدة، ولكنه رضي لنفسه بجهله وشقائه أن يموت كل يوم.
في الهجرة النبوية
الهجرة النبوية جمعت بين روعة الكفاح والفداء واللقاء، وعظيم الأثر في تحويل مجرى التاريخ، لا جرم أن كان عمر والصحابة بعيدي النظر، حين اعتبروا الهجرة بدء التاريخ الإسلامي.
• ليست الهجرة بدء التاريخ الإسلامي فحسب، بل هي بدء التاريخ الإنساني الذي ولد فيه الإنسان ولادة جديدة.
• بعض حوادث التاريخ الخالدة، يصنعها أفراد قلائل، ويعيش بفضلها مئات الملايين على مر الدهور، وهم لا يشعرون.
• الهجرة كانت قبراً للباطل العنيد، ونصراً للحق الجديد.
• لولا الهجرة لما كانت دمشق وبغداد، وقرطبة والزهراء، ولولا الهجرة لما كان خلود العرب في التاريخ، ولولا الهجرة لما استيقظ الغرب بعد سبات عميق.
كيف تعيش مع الناس
عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثراً جميلاً، وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم، وكمستغن يحسن إليهم، وكمسؤول يدافع عنهم، وكطبيب يشفق عليهم، ولا تعش معهم كذئب يأكل من لحومهم، وكثعلب يمكر بعقولهم، وكلص ينتظر غفلتهم؛ فإن حياتك من حياتهم، وبقاءك ببقائهم، ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم، فلا تجمع عليك ميتتين، ولا تؤلب عليك عالمين، ولا تقدم نفسك لحكمتين، ولا تعرض نفسك لحسابين، ولحساب الآخرة أشد وأنكى.
العلوم للمجتمع
العلوم للمجتمع ثلاثة: علوم الفقراء؛ وهو ما تحتاج إليه الأمة الضعيفة لتستوي على قدميها، كعلم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وما أشبهها. وعلوم الأغنياء؛ وهو ما تحتاج إليه الأمة القوية، لتستمر في أداء دورها الحضاري، كعلوم الذرة والفضاء، وكل ما يؤدي إلى تطور المكتشفات والمخترعات. وعلوم المترفين؛ وهو ما يشغل به بعض أبناء الأمم القوية أنفسهم من بحوث لا تزيد في تطور الحضارة، ولكن توسع آفاق المعرفة النظرية، كأبحاث علم النفس الحيواني، من عواطف الحب عند الحيوانات، ودقائق معيشتها وما أشبه ذلك، وبعض الناس عندنا يريدون أن نكون من المتخمين، وبطوننا خاوية.
صنوف العلماء
العلماء ثلاثة: فعالم ابتغى وجه الله والدار الآخرة، فهذا كالزهر العبق يسرك منظره، وتنعشك رائحته، وعالم ابتغى مع الدار الآخرة الدار الدنيا، فهذا كالورد، فيه مع الرائحة الجميلة، بعض الأشواك التي لا تؤذي غالباً، وعالم لا يريد إلا الدنيا، فهذا كالشوك في الأرض الجرداء، لا فائدة منه إلا أن يكون وقوداً للأفران.
ستة لا يرتجى منهم نصرة الحق
ستّة لا يرتجى منهم نصرة الحق أبداً: قوي مغرور متسلِّط، وشهواني سدَّت عليه الشهوة منافذ تفكيره، ومبطل وجد له أتباعاً يغرونه بالمضي في طريقه، وعالم اتَّخذ من علمه وسيلة لتحقيق أطماعه، ومتزهّد اتَّخذ الزهد في الدنيا ستاراً لحيازتها، وطموح للشهرة اتَّخذ من مخالفة الحق سبيلاً إليها.
مناجاة
إلهي! لو حاسبتنا على خطرات النفوس، لحشرتنا مع الأشرار، ولو حاسبتنا على تقصيرنا في حقِّك، لحشرتنا مع أهل النار، ولو حاسبتنا على نسياننا لآلائك، لما أمددتنا بجزيل نعمائك، ولو حاسبتنا على تبرُّمنا بقضائك، لما حشرتنا مع المؤمنين، ولو حاسبتنا على استبطاء رزقك، لما كنا من المتوكلين، ولو ركلتنا إلى نفوسنا، لكنَّا من الهالكين.
حقائق!
لا يجزع من الموت إلا من ساء عمله وطال أمله، ولا يخشى من الفقر إلا من ساء بالله ظنُّه، وتقاعست عن السعي عزيمته، ولا يجانب الصدق إلا من خبثت نيّته وساءت في الحياة طريقته، ولا يشكو سوء حظه إلا جاهل أو خامل، ولا يشكو جحود الناس لفضله إلا من كان همُّه ثناء الناس عليه، ولا يزهد في ثناء الناس إلا من كانت وجهته الله، ورغبته في رضوانه، ولا يصل إنسان إلى هذا المقام إلا بالتوفيق من الله وإحسان.
كيف تعيش في الحياة
لا تيأس؛ فاليأس كفر برحمة الله، ولا تغضب؛ فالغضب قتل لفضائل النفس، ولا تحقد؛ فالحقد تشويه لجمال الحياة، ولا تحزن؛ فالحزن إتلاف لأعصاب الجسم والروح، وتحمل من الهموم ما لا يضنيك، وما لا ينسيك سلطان الله قضاءه وقدره في تصاريف الزمان، ولا تعش غير مبال بما يجري حولك؛ فالمشاركة الوجدانية أنبل خصائص الإنسان، ولا تكن أنانيًّا؛ فالإيثار أجمل فضائل الإنسان.
أيهم أهون على الشيطان؟
الشيطان يتعامل مع الفاسقين، وهو وجل من تركهم له بعد قليل حين استيقاظ عقولهم وضمائرهم، ولكنه يتعامل مع الدجَّالين من الزهَّاد والعبَّاد وأدعياء العلم، وهو على ثقة من استمرار سيطرته عليهم؛ لأنه أفسد دينهم، وأمات ضمائرهم.
أيهم أشد ضرراً؟
فساد الدين أشد ضرراً من غفلة الضمير، واستغلال الدين أشد خطراً من مناصبته العداء، ولَزاهد محتال أحب إلى الشيطان من ألف منغمس في لذائذه وشهواته.
احذري أيتها المرأة الفاضلة
احذري أيتها الأم الفاضلة والبنت الفاضلة، ما يخدعونك به من ألفاظ التحرر من العبودية، وتحطيم قيود التقاليد، إنهم يريدون أن يضيفوا إلى عبوديتك للجهل الموروث عبودية الشهوة الجامحة، وإلى قيود التقاليد البالية قيود الاستغلال الآثم الماكر، احذري، احذري أيتها المرأة الفاضلة، وإن السمكة لا تقع في الشبكة إلا حين تعمى عن دقِّة نسيجها، ولا يصطادها الصياد إلا بعد أن تستمرئ طعم سنارته.
أين يظهر تقدير المرأة
تقدير الأمة للمرأة يظهر في أمثالها وقوانينها، لا في مجالس لهوها وعبثها، ولقد رأيت الغربيين يقدمون المرأة في الحفلات ويؤخرونها في البيوت، ويقبِّلون يدها في المجتمعات العامة، ويصفعون وجهها في بيوتهم الخاصة، ويتظاهرون بالاعتراف لها في حق المساواة، وهم ينكرون عليها هذه المساوات في قرارة أنفسهم، ويحنون لها رؤوسهم في مواطن الهزل، وينصرفون عنها في مواطن الجد. والمرأة عندنا تخدعها الظواهر كما يخدعها الذين يريدون إرواء شهواتهم من أنوثتها.
الحق والهوى
الحق يستعصي على الهوى، فمن ملكه الحق ملك القدرة على أهوائه ورغباته، والباطل ينقاد للهوى، فمن ملكه الباطل غذا أذل الناس لأهوائه ورغباته، وبالإيمان يتميز الحق من الباطل، وبتوفيق الله تعرف رغبات الخير من رغبات السوء، وما لبَّس الشيطان على كثير من المتديِّنين رغبات السوء، على أنها رغبات الخير، إلا لأنهم حرموا نعمة التوفيق، فأسأل الله ألا يحرمك منها.
حوار مع السعادة
قيل للسعادة: أين تسكنين؟
قالت: في قلوب الراضين.
قيل: فبمَ تتغذين؟
قالت: من قوة إيمانهم.
قيل: فبمَ تدومين؟
قالت: بحسن تدبيرهم.
قيل: فبمَ تستجلبين؟
قالت: أن تعلم النفس أن لن يصيبها إلا ما كتب الله لها.
قيل: فبمَ ترحلين؟
قالت: بالطمع بعد القناعة، وبالحرص بعد السماحة، وبالهم بعد السرور، وبالشك بعد اليقين.