فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ/خالد الهويسين
حديث شريف
هذا الحديث على شهرته بين أحاديث السنة؛ إلا أنه يعتبر حديثًا غريبًا فردًا، إذ لم يروه بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا صحابيٌّ واحدٌ وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه. مع أن هناك صحابةٌ كثر رووا أحاديث تتعلق بالنيات منها ما يوافق هذا اللفظ المذكور عن عمر، ومنها ما يدور في فلكه ومعناه؛ إلا أن جميعها ضعيفة.. فلا يصح هذا الحديث بهذا اللفظ إلا من طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو حديثٌ غريبٌ، ويعبر عنه بعضهم بأنه حديثٌ فرد.
حديث شريف
النية هي العزيمة، والإرادة، والقصد وعرفها بعضهم بقوله: هي انبعاث القلب نحو ما يراه موافقًا من جلب مصلحة، أو دفع مفسدة(وهذا تعريف البيضاوي-رحمه الله-) قال: انبعاث القلب نحو ما يراه موافقًا من جلب مصلحة، أو اندفاع مفسدة وكل تعريفات العلماء تدور على المعاني الثلاثة التي ذكرتها وهي: القصد، والعزيمة، والإرادة.
حديث شريف
حكم التلفظ بالنية سرًّا فيه خلاف بين العلماء، والجمهور على أنه بدعة-وهو الأصح- إذ من ينطق بها فيما بينه وبين نفسه وقع في بليَّتَيْن:
▪ البّلِيَّة الأولى: أنه وظَّف النية في غير وظيفتها، إذ هي من وظائف القلب لا من وظائف اللسان.
▪ والبّلِيَّة الثانية: أنه أراد أن يتعبد الله عز وجل بما لا دليل عليه، إذ أن الله تعبَّد قلوبنا بالنية، ولم يتعبد ألسنتنا بالنطق بها، والمتقرر في القواعد بالإجماع أن(الأصل في العبادات التوقيف) فلا يجوز لك أن تتعبد بعبادة قولية، أو عملية ظاهرية أو باطنية؛ إلا وعلى ذلك التعبد دليلٌ من الشرع.
حديث شريف
القاعدة عند الحنفية أن(الوسائل لا تفتقر إلى نيات كالمقاصد)؛ ولكن هذا خلاف الحق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِيَّاتِ " فقوله " الأَعْمَالُ " جمعٌ دخلت عليه الألف واللام الاستغراقية.. والمتقرر في القواعد أن(الألف واللام الاستغراقية الداخلة على جمع تفيد العموم) والمتقرر في القواعد أن(الأصل بقاء العموم على عمومه ولا يخص إلا بدليل)، والمتقرر في القواعد أن(الدليل يُطلَب من الناقل عن الأصل، لا من الثابت عليه)؛ لأن(الأصل هو البقاء على الأصل؛ حتى يرد الناقل).فجميع مأمورات الشرع لا تصح إلا بالنية.
حديث شريف
المتقرر في القواعد أن(النية في باب التروك شرطٌ في ثوابها، لا في أصل صحتها) بمعنى: أن من ترك الزنا عمره كله، ولم يستشعر التعبد الله عز وجل بهذا الترك ولا مرةً واحدةً في عمره؛ لكان تركه باعتبار صحته صحيحًا؛ إلا أنه لا ثواب له في هذا الترك لعدم النية.. فلم يؤثر في باب التروك فقدان النية في صحتها؛ بل في ثوابها.
حديث شريف
قاعدة أصولية: (المباح ينقلب قربة بنيته، وهيئته) أما قولنا(بنيته) فهو قاعدتنا التي نشرحها، فالنوم مباحٌ لا ثواب ولا عقاب فيه؛ ولكن من نوى بنومته التقوي على طاعة الله؛ ارتقى نومه من كونه مباحًا إلى قربة وطاعة وينقلب المباح إلى قربة بهيئته أيضًا: بمعنى أن النوم ليس عبادةً في ذاته؛ لكن صفة النوم عبادة، كونك تتوضأ قبل أن تنام، وتذكر الأذكار قبل أن تنام، وتنام على شقك الأيمن؛ فصفة النوم جعلت النوم.
حديث شريف
مهما فعلت من الأفعال؛ فلا يُكتَبُ لك في ميزانك ثواب عند الله عز وجل إلا بنيتك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى "، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: " وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهَ؛ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا " فيُفهَم من هذا أن النفقات التي لا يبتغى بها وجه الله، ولا يقوم فيها قائم الاحتساب؛ فلا ثواب للعبد فيها.
حديث شريف
قال العلماء قاعدة(يتجزأ الثواب بتجزؤ النية) ليست النية شرط الثواب فقط؛ بل شرطٌ حتى في كمال الثواب، فيتجزأ الثواب بتجزؤ النية، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن: " وَإِنَّ العَبْدَ لَيَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ، وَلَمْ ُكْتَبْ لَهُ إِلَّا نِصْفُهَا.. ثُلُثُهَا.. رُبُعُهَا؛ حتى قال: إِلَّا عُشْرُهَا، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ وَلَمْ يُكْتَب لَهُ شَيْء "، وكذلك الصيام يقول صلى الله عليه وسلم: " مَنْ لَمْ يَدَعُ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، وَالجَهْلَ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةً فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ".، فإذًا (النية شرطٌ في الثواب) و(الثواب يتجزأ بتجزؤ النية).
حديث شريف
النية الكاملة تجبر نقصان العمل، والنية الناقصة لا يجبرها كمال العمل: بمعنى أن العبد لو صلى صلاةً فرعية بكامل واجباتها وشروطها وأركانها وسننها؛ لكن كان يقصد بها غير وجه الله؛ فكمال العمل لم يجبر نقصان النية.. لكن لو أن العبد أراد الجهاد في سبيل الله، وكان عازمًا عليه؛ ولكن حجبه عذرٌ من مرض ونحوه؛ فنيته للجهاد كاملة؛ لكن تخلف عنها العمل، أو نقص العمل فكمالها يجبر نقصه، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ بِالمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَكُم، حَبَسَهُم المَرَضُ-وفي رواية- إِلَّا شركوكم الأَجْر-وفي رواية- حَبَسَهُم العُذُر "، ويقول صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِنَ العَمَلِ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ صًحِيحًا مُقِيمًا ".
حديث شريف
قاعدة (من نوى الخير بنية صادقة، وأعجزه عنه عذرٌ كُتِبَ-أو فهو- بمنزلة فاعله) وهذا من بركات النية الصالحة؛ فاجعل لك في كل بابٍ من أبواب الخير نية صالحة، فإن وُفقت لقرنها بالعمل؛ فأنت مأجورٌ على الأمرين، وإن لم توفق للعمل؛ فيكفي أنك نويت الخير؛ فتُنزَّل بنيتك الصالحة منزلة فاعله، لحديث جابر-الذي ذكرته قبل قليل " إِلَّا شَرَكُوكُم الأَجْر ".
حديث شريف
ومن المسائل أيضًا.. قاعدة(ما ينبني أوله على آخره؛ فيكفي في أجزائه نية، وما لا ينبني أوله على آخره؛ فيُطلب في كل جزءٍ نيته الخاصة) وذلك له مثالان:
o المثال الأول: الصلاة: فإن الصلاة عبادة ذات أجزاء ويكفي فيها نية واحدة من أولها لأنها عبادة ذات أجزاء ينبني أولها على آخرها فلا يصح أولها إلا بصحة آخرها فهذا دليلٌ على أنها وإن كانت ذات أجزاءٍ متعددة؛ إلا أنها عبارة عن عبادة واحدة، والعبادة الواحدة يكفيها نية من أولها.
o ومثالٌ آخر: الصوم: هل يكفي لصيام شهر رمضان كله نيةٌ واحدةٌ من أوله فتأتي على أيامه؟ أم لابد في كل يومٍ من أيامه نية مستقلة؟ ◈ الجواب: لو نظرت إلى حقيقة شهر الصوم لوجدته عبارة عن أجزاء أليس كذلك؟ ولوجدت أجزاؤها لا ينبني بعضها على بعض.. فلو أن الإنسان صام اليوم الأول صومًا صحيحًا، واليوم الثاني صيامًا صحيحًا؛ ولكن أبطل اليوم الثالث فحكم اليومين الأوليين صحيحة فإذًا.. هو عبادة ذات أجزاء لا ينبني صحة أولها على آخرها.. فالقاعدة تنص على أن(كل جزءٍ منها يُطلَب له نية خاصة)، ولذلك فالقول الصحيح، والرأي الراجح المليح هو: أن النية في أول الشهر لا تكفي لكل أيامه؛ بل لابد في كل يومٍ من أيامه من نية خاصة، ومحلها الليل،
حديث شريف
قاعدة: (الرياء يُحبِط العمل إن كان من أصله، أو في أثنائه مع الاسترسال) وهذه قاعدة دخول الرياء في الأعمال.. فإذا كان الرياء من أصل العمل، وهو الباعث عليه-نعوذ بالله من ذلك-؛ فلا جرم أن العمل حابط كله، وإما إذا كان أصل العمل لله عز وجل ؛ ولكن الرياء طرأ في أثنائه؛ فلا يخلو بعد طروءه من حالتين:
• إما أن يجاهده العبد، ويحاول أن يخرجه من قلبه؛ فهذا مأجورٌ وليس بمأزور، لقول الله عز وجل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
• وأما إذا رضي به، واسترسل معه، وعمل بمقتضاه؛ فإن العمل يُعتبر في هذا الحالة حابطٌ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: " أَنَا أَغْنَى الشُّرِكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ.. مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ مًعِيَ فِيهِ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ".
حديث شريف
قاعدة: (فقدان الإخلاص يجعل عظائم التعبدات موبقات) فقد تكون العبادة ذات منزلةٍ عظيمةٍ في الدين؛ إلا أنها تكون موبقةً وعذابًا، وعقوبةً، ولعنةً على صاحبها بسبب فوات النية الصالحة، كما قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ رَجُلٌ اسْتُشْهِد-أي مات بين الصفين، شهادة في سبيل الله، وهو من عظائم التعبدات لله عز وجل - فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا.. قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ.. فَيَقُولُ: كَذَبْتَ؛ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِيقَالَ شُجَاعٌ-أو قال:جَرِيءٌ-؛ فَقَدْ قِيلَ، فَيُؤْمَرُ بِهِ حَتَّى يُسْحَبُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى يُطْرَحَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآَنَ، فَيَقُولُ: كَذَبْتَ إِنَّمَا تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ قَارئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ حَتَّى يُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى يُطْرَحَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلَّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، فَيُقَالُ: كَذَبْتَ؛ إِنَّمَا أَنْفَقْتَ لِيُقَالَ جَوَادٌ كَرِيمٌ، فَقَدْ قِيلَ، فَيُؤْمَرُ بِهِ حَتَّى يُسْحَبُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى يُطْرَحَ فِي النَّارِ " فأفاد هذا أن أعظم التعبدات قد تكون من الموبقات على صاحبها إذا تخلفت النيات الصالحات، ويقول صلى الله عليه وسلم: " ربَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ "، ويقول صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَعَلَّمَ العِلْمَ مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهَ-وهو من أعظم العبادات- لَا يَتَعَلَّمُهُ؛ إِلَّا لِيَنَالَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا؛ لَنْ يَجِد عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ " -نعوذ بالله من ذلك-.
حديث شريف
ذكر العلماء جملًا كثيرة من الأسباب التي تبعث النية الصالحة في القلب منها:
▪ الأول: قطع علائق القلب من المخلوقين
▪ الثاني: مراقبة الله عز وجل في كل أعمالك
▪ الثالث: تذكير النفس بتلك الزواجر في الكتاب والسنة الواردة في حق من صرف شيئًا من التعبدات لغير الله عز وجل.
▪ الرابع:كثرة دعاء الله عز وجل بالإخلاص.
▪ الخامس: مطالعة سِيَرِ الصالحين.
▪ السادس: الحرص على إخفاء العمل الذي لم يُشرَع إظهاره
حديث شريف
" فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ " إيقاعًا وتحصيلًا؛ " فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ " ثوابًا وأجرًا.. " فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ " إيقاعًا: يعني هو أوقعها لله.. حصَّلها لله.. قام بها لله؛ " فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ " ثوابًا، وأجرًا، فالجملة الأولى: سببٌ، وفعل والثانية ثمرة، ونتيجة فصار المعنى مختلفًا.
حديث شريف
أجمع العلماء على قاعدة تقول: (لا تُقبَل الأعمال؛ إلا بالإخلاص، والمتابعة) وهي من القواعد العظيمة في الشرع لا تُقبَل الأعمال؛ إلا بالإخلاص لله عز وجل فيكون الحامل لك على هذا العمل إرادة وجه الله عز وجل، والدار الآخرة، وتقرنها بالمتابعة: وهي أن توقع العمل على وفق ما أوقعه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأي عملٍ تخلَّف عنه أحد الشرطين؛ فإنه يعتبر باطلًا؛ لأن أصناف الناس بالنسبة لهذين الشرطين أربعة أقسام:
• -أناسٌ جمعوا بين الإخلاص والعمل: وهؤلاء هم الكُمَّل المؤمنون الخُلَّص.
• وأناسٌ تخلَّف عنهم الشرطان، فلا أعمالهم وافقت الشرع، ويراءون في البدع.. فلا إخلاص، ولا متابعة.. وهؤلاء شر الناس عند الله عز وجل.
• وأناسٌ تحقق عندهم الإخلاص؛ لكن تخلف عنهم شرط المتابعة.. كالمبتدع الذي يأتي بماله مخلصًا لله لينفقه على القبر.. فهذا عمله حابط.
• أناسٌ حرصوا على تصحيح أعمالهم ظاهرًا؛ لكن قلوبهم تالفة، ونياتهم فاسدة، كاسدة، خبيثة.
◈ فأما من تخلَّف عنه الأمران؛ فعمله حابط وأما من تخلف عنه أحدهما؛ فعمله حابط فلا يقبل الله عز وجل إلا من جاء بالشرطين جميعًا.