فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ/خالد الهويسين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ/خالد الهويسين
ومن المسائل أيضًا.. قاعدة(ما ينبني أوله على آخره؛ فيكفي في أجزائه نية، وما لا ينبني أوله على آخره؛ فيُطلب في كل جزءٍ نيته الخاصة) وذلك له مثالان:
o المثال الأول: الصلاة: فإن الصلاة عبادة ذات أجزاء ويكفي فيها نية واحدة من أولها لأنها عبادة ذات أجزاء ينبني أولها على آخرها فلا يصح أولها إلا بصحة آخرها فهذا دليلٌ على أنها وإن كانت ذات أجزاءٍ متعددة؛ إلا أنها عبارة عن عبادة واحدة، والعبادة الواحدة يكفيها نية من أولها.
o ومثالٌ آخر: الصوم: هل يكفي لصيام شهر رمضان كله نيةٌ واحدةٌ من أوله فتأتي على أيامه؟ أم لابد في كل يومٍ من أيامه نية مستقلة؟ ◈ الجواب: لو نظرت إلى حقيقة شهر الصوم لوجدته عبارة عن أجزاء أليس كذلك؟ ولوجدت أجزاؤها لا ينبني بعضها على بعض.. فلو أن الإنسان صام اليوم الأول صومًا صحيحًا، واليوم الثاني صيامًا صحيحًا؛ ولكن أبطل اليوم الثالث فحكم اليومين الأوليين صحيحة فإذًا.. هو عبادة ذات أجزاء لا ينبني صحة أولها على آخرها.. فالقاعدة تنص على أن(كل جزءٍ منها يُطلَب له نية خاصة)، ولذلك فالقول الصحيح، والرأي الراجح المليح هو: أن النية في أول الشهر لا تكفي لكل أيامه؛ بل لابد في كل يومٍ من أيامه من نية خاصة، ومحلها الليل،