فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ/خالد الهويسين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ/خالد الهويسين
قاعدة: (فقدان الإخلاص يجعل عظائم التعبدات موبقات) فقد تكون العبادة ذات منزلةٍ عظيمةٍ في الدين؛ إلا أنها تكون موبقةً وعذابًا، وعقوبةً، ولعنةً على صاحبها بسبب فوات النية الصالحة، كما قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ رَجُلٌ اسْتُشْهِد-أي مات بين الصفين، شهادة في سبيل الله، وهو من عظائم التعبدات لله عز وجل - فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا.. قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ.. فَيَقُولُ: كَذَبْتَ؛ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِيقَالَ شُجَاعٌ-أو قال:جَرِيءٌ-؛ فَقَدْ قِيلَ، فَيُؤْمَرُ بِهِ حَتَّى يُسْحَبُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى يُطْرَحَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآَنَ، فَيَقُولُ: كَذَبْتَ إِنَّمَا تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ قَارئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ حَتَّى يُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى يُطْرَحَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلَّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، فَيُقَالُ: كَذَبْتَ؛ إِنَّمَا أَنْفَقْتَ لِيُقَالَ جَوَادٌ كَرِيمٌ، فَقَدْ قِيلَ، فَيُؤْمَرُ بِهِ حَتَّى يُسْحَبُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى يُطْرَحَ فِي النَّارِ " فأفاد هذا أن أعظم التعبدات قد تكون من الموبقات على صاحبها إذا تخلفت النيات الصالحات، ويقول صلى الله عليه وسلم: " ربَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ "، ويقول صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَعَلَّمَ العِلْمَ مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهَ-وهو من أعظم العبادات- لَا يَتَعَلَّمُهُ؛ إِلَّا لِيَنَالَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا؛ لَنْ يَجِد عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ " -نعوذ بالله من ذلك-.