فوائد من شرح الطريفي لكتاب الصيام بمنار السبيل
فائدة
إذا رأينا الشخص يأكل في نهار رمضان فإننا لا نذكِّره لأثر ابن عمر: استسقى ابن عمر وهو صائم، فقلت: ألست صائما؟ فقال: أراد الله أن يسقيني فمنعتني. وهو صحيح ولا أعلم له مخالفًا من الصحابة ولا التابعين ولا من أتباعهم، وقال بعض العلماء أنه يذكَّر ويُدخلون هذا في باب التعاون على البر والتقوى والصواب في هذا أنه لا يُذكّر؛ لأنه لم يفعل مُنكرًا ولو كان منكرًا ماكان في اللفظ في الحديث عن النبي ﷺ: " إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ؛ (فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ) ".
أما إذا أكل أمام النّاس يذكّر لحرمة الشهر وحتى لا يُتّهم في دينه.
فائدة
ظاهر صنيع البخاري أنه يميل أن الحجامة لا تفطّر الصائم، وحديث " أفطر الحاجم والمحجوم " صحيح ويصححه الأئمة الأوائل كالبخاري وأحمد وغيرهم خلافا ليحيى بن معين، والذي يظهر والله أعلم أن الحجامة لا تفطر الصائم، لحديث ابن عباس أن النبي ﷺ احتجم وهو صائم، ويوجه الحديث الأول أنه نُسخ لأنه جاء عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ رخّص في القبلة والحجامة فكأنه كان محرما ثم نُسِخ ويعضد هذا أنه عمل عامة الصحابة فهم يحتجمون وهم صيام جاء هذا عن عبدالله بن مسعود وعروة وسعد بن أبي وقاص.
أو أن النبي ﷺ نهى عن ذلك من أجل ألا يتضرّر الصائم، ثم قد تتسبب بضعفه فيفطر
ولهذا نقول أن الحجامة للصائم على حالين:
إذا غلب على ظنه أنه إذا فعلها ضعف وأفطر فإنها تأخذ حُكم المُفطِّر حينئذ نمنعه من ذلك إلا إذا كان مضطرًّا لذلك.
إذا غلب على ظنه أنه إذا فعل ذلك ما تضرر فله أن يحتجم ولا حرج عليه
فائدة
ورد عن النبي ﷺ أحاديث في فضل الدعاء عند الفطر ولكن لا تخلوا من ضعف، ولكن أصل الدعاء عند الفِطر عليه العمل عند السّلَف.
فالدعاء عند الفِطر مشروع، وينبغي للإنسان أن يدعو بجامع الدعاء مما يُصلح دينه ودنياه
وبعض العلماء يأخذ من قوله ﷻ: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "
استحباب الدعاء عند الفطر قالوا أن الله ذكر هذه الآية بعدما ذكر وجوب الإمساك ومشروعية الفِطر ذكر الله ﷻ وخلل ما بين آيات الصيام ذكر الدعاء، قد أشار إلى هذا بعض العلماء كابن كثير رحمه الله في تفسيره.
فائدة
يفسد الصوم بمجرّد نيّة إبطال الصوم وهذا قول الجمهور، خلافًا لأبي حنيفة...
ومثل ذلك الصلاة
لا يفسد الصوم لمجرد نيّة فعل المفطّر وإنما يفطر إذا نوى إبطال الصوم ومن الأدلة على هذا حديث عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: " يَا عَائِشَةُ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ. قَالَ: " فَإِنِّي صَائِمٌ ". قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ، أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ، قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ، أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ، وَقَدْ خَبَأْتُ لَكَ شَيْئًا، قَالَ: " مَا هُوَ؟ ". قُلْتُ: حَيْسٌ. قَالَ: " هَاتِيهِ ". فَجِئْتُ بِهِ، فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: " قَدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمًا ".