شعث..
الشعث -في لغة العرب-: التفرق والانتشار؛
والرأس الشعث: المتفرق المنتشر؛
وأوجع الشعث: شعث القلب.
وليس القصد بالشعث: كثرة الأشغال؛
فإن الصحابة كان لهم أشغال وحيطان وبساتين وتجارة وقوافل وصفق بالأسواق؛
ولأحدهم حائط به مئات النخيل؛
وكل نخلة تحتاج للغرس والسقي والتأبير والالتقاط والجذاذ
.
.
ولهم عمال يحتاجون للإدارة والنفقة،
ولهم بضائع وأسفار ومواعيد ومواسم
مع ما كانوا فيه من هموم الجهاد والدعوة والغزو،
ولهم -مثلنا- أهل وأولاد وأقارب وجيران وعلاقات وأحباب،
وتمر بهم مشاكل وخصومات.
.
.
ويعانون الأوجاع والأمراض والفقد.
.
مع كل ذلك لم تكن قلوبهم شعثة.
.
ولا يعانون التشتت والارتباك كما نعانيه
لماذا
لأنهم عالجوا أصل الشعث وأقتلعوه جذوره
ووحدوا وجهتهم لكل مراكب الحياة
كل السفن تبحر من شواطئ قلوبهم
إلى غاية واحدة
سفينة التجارة والحقول والأهل والأعمال والآمال والطموحات والإنجاز والشغف.
حين تجري سفن الحياة بريح طيبة؛
وحين العواصف،
لا تتغير الوجهة أبدا.
في الصحة والوجع في الفرحة والحزن في الزحام والخلوة
في المسجد والسوق وفي جذوع النخل؛
القلب لا يتوقف عن الإبحار
القلوب المقبلة على ربها لا تعرف الشتات
الجمعية على الله تضم القلوب وتربط عليها تضبب الصدوع فيها
.
.
.
تلمها.
.
نعم نعم تلمها
رحم الله ابن القيم جاء بالكلمة الشاردة
في القلب شعَثٌ لا يلمُّه إلّا الإقبال على الله،
مختارات