خداع المؤمنين..
یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَمَا یَخۡدَعُونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ ٩
أما خداع المؤمنين فظاهر بأنهم يظهرون لهم خلاف ما يبطنون لينالوا ما ينال المؤمنون ويتوقون بالنفاق منهم...
ولكن مخادعة ربهم أعظم جرما وسفها وجهلا
وذلك أن المنافق والمرائي لا يظن أن رياءه يخفيه عن المؤمنين فحسب بل يحسب أنه يخفيه عن ربه.
وتأمل بعض وجوه الرياء اليوم التي يصنعها المرائي مريدا للشهرة والثناء والمدح والدنيا أو لتكثير المتابعين.
وفي الوقت نفسه يتوهم في داخله أنها تنفعه في الآخرة مع أنه يعلم أنه لا يريد بهذا العمل إلا الدنيا.
وهذه هاوية سحيقة يهوي فيها المرائي وهو لجهله لا يشعر.
وهذه مسألة مختلفة عمن يريد الرياء ويريد الآخرة معا...
فهذا الأخير يقول أريد أن أرضي الله بصلاتي،وأريد مدح الناس
أو أريد نشر الخير لرضا الله والحصول على آلاف المتابعين للإعلان أو للمدح والثناء
فهذا جاهل.
لكنه مع بطلان عمله أقل شرا من المخادع الذي يخادع ربه
لأن الأخير يعلم أن الله يعلم بنيته وتشريكه فيها.
بينما المخادع يظن أن هذا العمل الشركي الزائف والنية الفاسدة التي يطويها تروج على ربه وتخفى عليه سبحانه وتعالى عما يظنون
واعتقاده أنها تنفعه عند ربه قائم على أصل المخادعة المستقر في نفسه.
والله خبير تعالى بالقلوب لا تخفى عليه منها خافية
وليعلم المؤمن أن الله أعلم بخطرات قلبه وعليه أن يبوء بذنبه ويعترف بقصده ويستغفر ربه ولا يجمع رياء ومخادعة.
مختارات