(متلازمة سبأ....)
يسأم الإنسان أحيانا ويصيبه الملل ويضجر من الرتابة والسكون حتى في أحوال النعمة والسلامة والأمان.
كل هذا جزء من ضعف المخلوق وطبيعته
ولذا استثنى الله الملائكة من ذلك
قال سبحانه
﴿فَإِنِ ٱسۡتَكۡبَرُوا۟ فَٱلَّذِینَ عِندَ رَبِّكَ یُسَبِّحُونَ لَهُۥ بِٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمۡ لَا یَسۡـَٔمُونَ ۩﴾
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغلو لأنه يورث الملل
ففي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها
أنَّ النبيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَيْها وعِنْدَها امْرَأَةٌ، قالَ: مَن هذِه؟ قالَتْ: فُلانَةُ، تَذْكُرُ مِن صَلاتِها، قالَ: مَهْ، علَيْكُم بما تُطِيقُونَ، فَواللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتّى تَمَلُّوا وكانَ أحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ مادامَ عليه صاحِبُهُ.
الملل جزء من ضعفنا وقدرنا في دنيانا المكتظة بالنصب والابتلاء
السأم يهجم على الإنسان قهرا ورغما عنه ولو كان في غمرات النعم وقلة المتاعب
ليست المشكلة في السأم نفسه لكن في ردود أفعالنا تجاهه.
في (سبأ) حين أصابهم السأم وقعوا في خطأ وضلال جسيم
بدل أن يتخلصوا من الملل باستحضار نعم الله عليهم وتجديد سعادتهم وحياتهم بشكر الله فيها
ظنوا أن سبب مأساتهم هي،النعم نفسها فقالوا كما أخبر الله عنهم
﴿فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ﴾ [سبأ ١٩]
تقارب القرى كان نعمة كبرى لو كانت لهم عقول وبصيرة
فجعلوا النعمة سببا لسأمهم وملللهم فسألوا الله أن يزيل النعمة عنهم.
(إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)
دواء السأم: الصبر والشكر
انتبه
حين تشعر بالسأم
فقابله بالصبر مثل كل ابتلاء وقل
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
سأمك سببه في داخلك
شيطان يلقي عليك الملل من النعمة لتجحدها وتزول عنك.
عالج سأمك بالشكر والطاعة وتجديد الشعور بالنعم.
وإياك
أن تصبح نعمك أحاديث وأطلالا من أثل وشيء من سدر قليل.
مختارات