شرح (ما يقول الصائم إذا سابه أحد )
مَا يَقُولُ الصَّائِمُ إذَا سَابَّهُ أحَدٌ
(إِنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ)
صحابي الحديث هو أبو هريرة رضى الله عنه.
والحديث بتمامه؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم (الصيام جُنَّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه؛ فليقل: إني صائم – مرتين – والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها).
قوله: (الصيام) هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع نهاراً مع النية.
قوله: (جنة) أي: وقاية وستر.
قوله: (فلا يرفث) أي: لا يتكلم بالكلام الفاحش.
قوله: (ولا يجهل) أي: لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل، كالصياح والسفه... ونحو ذلك.
قوله: (قاتله أو شاتمه) قيل: إن المفاعلة تقتضي وقوع الفعل من الجانبين، والصائم لا تصدر منه الأفعال التي رتب عليها قوله: إني صائم؛ والجواب عن ذلك: أن المراد بالمفاعلة التهيؤ لها؛ أي: إن تهيأ أحد لمقاتلته أو مشاتمته، فليقل: إني صائم؛ فإنه إذا قال ذلك أمكن أن يكف عنه.
فالمراد من الحديث: أنه لا يعامله بمثل عمله؛ بل يقتصر على قوله: (إني صائم).
أما إن أصر على مقاتلته حقيقة، دفعه بالأخف فالأخف كدفع الصائل.
مختارات