شرح (ما يقول الصائم إذا سابه أحد )
مَا يَقُولُ الصَّائِمُ إذَا سَابَّهُ أحَدٌ
- ((إِنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ))([1]).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضى الله عنه.
والحديث بتمامه؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم ((الصيام جُنَّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه؛ فليقل: إني صائم – مرتين – والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها)).
قوله: ((الصيام)) هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع نهاراً مع النية.
قوله: ((جنة)) أي: وقاية وستر.
قوله: ((فلا يرفث)) أي: لا يتكلم بالكلام الفاحش.
قوله: ((ولا يجهل)) أي: لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل، كالصياح والسفه... ونحو ذلك.
قوله: ((قاتله أو شاتمه)) قيل: إن المفاعلة تقتضي وقوع الفعل من الجانبين، والصائم لا تصدر منه الأفعال التي رتب عليها قوله: إني صائم؛ والجواب عن ذلك: أن المراد بالمفاعلة التهيؤ لها؛ أي: إن تهيأ أحد لمقاتلته أو مشاتمته، فليقل: إني صائم؛ فإنه إذا قال ذلك أمكن أن يكف عنه.
فالمراد من الحديث: أنه لا يعامله بمثل عمله؛ بل يقتصر على قوله: ((إني صائم)).
أما إن أصر على مقاتلته حقيقة، دفعه بالأخف فالأخف كدفع الصائل.
([1]) البخاري مع الفتح (4/103) [برقم (1894)]، ومسلم (2/806) [برقم (1151)]. (ق).