وعاء الكرامة..
قرأت هذه الحدبث مرات، وفي كل مرة تغمرني مشاعر الحب والإكبار والإجلال لأهل القصة، وسمو أخلاقهم، وذوقهم الرفيع.
في صحيح البخاري:
قال صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ.
)
لقد كان في وسعهم أن يجمعوا الطعام الفائض من أغنيائهم ويقولوا:
من منكم نقص طعامه حتى نعطيه؟.
.
.
كانوا سيكونوا بذلك محسنين وكراما ومتكافلين.
.
لا.
.
لم يفعلوا ذلك.
.
بل ارتقوا إلى أفق بعيد.
لقد كانوا مهمومين بكرامة بعضهم ومشاعرهم ونفوسهم.
لقد خافوا أن يأخذوا مقابل الطعام حصة من كرامتهم.
البديل:
وعاء واحد
تعالوا جميعا بطعامكم!
الغني بكل طعامه
والمتوسط
والمقل.
.
والأيدي الفارغة أيضا.
.
لا أحد يدري من جاء بكثير ولا قليل ومن لم يأت بشيء اصلا.
.
كرامة مصونة واقتسام عادل.
من الواضح أنها لم تكن نشوة كرم عابرة.
.
ولا لحظة إحسان مؤقتة.
.
بل منهج حياتهم في السفر والحضر في السلم والحرب.
.
.
والرسول صلى الله عليه وسلم يرحب بهذا الخلق السامي ويحتفي به وينوه بهم في ذاكرة الخلود.
.
(فهم مني وأنا منهم).
.
مختارات