(ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة)....
في الآية إشارة عظيمة لباب من أبواب شكر النعمة قد لا يخطر على بال أكثر الخلق.
فالناس عندما تمر بهم ظروف صعبة تشغلهم عادة عن مشاهدة النعم المتتابعة بعدها.
حين يصاب الإنسان بحادث سيارة يبقى حسيرا وحزينا على ما حصل له من آلام وجراح وفقد وينسى ألطافا كثيرة حفت به في الحادث وبعده ومنها مثلا كيف نقل بسرعة للمستشفى وكيف وجد عناية من الأطباء وإسراع الأقارب والأصدقاء لتخفيف مصابه ومواساته ومنها بدء شفائه ورجوع العافية له وتيسير إصلاح سيارته وانتهاء بعض مشكلات الحادث ونسيان بعض الآلام وذهاب مشاعر الخوف والرعب وعودته للحياة.....الخ.
كل ذلك لا نلتفت إليه ونبقى متمركزين حول ساعة الحادث نفسه ورعبها وألمها وكيف أن حظوظنا البائسة ألقت بنا وحدنا في هذا الحادث المؤلم.
تبقى ذاكرة الألم شديدة الوضوح لأدق التفاصيل ربما للعمر كله.
امتن الله على أهل أحد نعمة النعاس والأمنة بعد القرح والجراح
ليتخطوا بسرعة لحظة الألم إلى تنشيط مجسات النعم
أيها المريض
أيها الحزين
أبها الفقير
أيها الكسير
اعبر حالة مرضك وحزنك وفقرك وانكسارك إلى الألطاف فيها ومعها وبعدها حينها تشرق أنوار النعم حولك وينساب في قلبك اليقين.
أن الله رغم كل ما وقع....معك.
مختارات